حظي بلاغ وزارة الخارجية المغربية والذي رد على القرار الجزائري القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؛ بإشادة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من الكتاب والإعلاميين، واصفين إياه بـ”بلاغ الحكمة والعقل”.
واعتمدت الخارجية المغربية في صياغة البلاغ الصادر ليلة الثلاثاء – الأربعاء، على عبارات متزنة وقوية تحمل دلالات كبيرة، بحيث ابتعدت عن التطرف اللفظي الذي وظفه بإسهاب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أثناء تلاوة بلاغ “قطع العلاقات”.
وفضحت الخارجية المغربية بأسلوب بعيد عن اللغو المبررات الزائفة والعبثية التي انبنى عليها القرار الجزائري، مؤكدة أن المملكة “ستظل شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري، وستواصل العمل بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة”.
وتظهر هذه الرسالة الأخيرة الواردة في البلاغ أن المغرب رفض النزول إلى المستنقع الذي تحبه الجزائر، وتحدث بلغة العقلاء لأنه لا يعرف سواها، ويدرك أن الشعب الجزائري الشقيق تحكمه وللأسف عصابة مارقة همها الوحيد هو نهب خيرات البلاد.
ويرى مراقبون أن القرار الجزائري كان متوقعاً بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة من طرف دولة العسكر، حيث عضّ النظام الجزائري اليد المغربية الممدودة للمساعدة في إخماد حرائق الغابات، وقبلها رفض دعوة الملك محمد السادس للاشتغال سوياً دون شروط وإعادة فتح الحدود.
وقررت الجزائر قبل أيام، أيضاً،“إعادة النظر” في علاقاتها مع المغرب عقب اتهامه بـ”التورط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد”، وفق بيان صدر عن الرئاسة الجزائرية.
وتتمثل فلسفة النظام الجزائري في تصوير المغرب وكأنه “غول” يسعى إلى الإضرار بمصالح الجزائر، وبالتالي ما جاء على لسان لعمامرة اليوم لم يكن بالأمر المفاجئ.
فماذا نتوقع من نظام “دكتاتوري” يحاول جاهداً خلق أزمات خارجية لضمان بقائه، ودفع الشعب الجزائري للاقتناع أن البلاد من دونه ستنهار، وأن “عدوهم” الأول هو المغرب؟.