قررت الجزائر، بعد سنوات من الكيد سرا وعلنا، قطع علاقاتها مع المملكة، عبر تصريح لوزير خارجيتها رمطان لعمامرة، مثقل بالحقد والعداء لبلد جار، مد يده أكثر ما مرة لتعاون يخدم مصلحة الشعبين.
ومثل التخبط الذي يطبع تدبيره للشؤون الداخلية، اعتبرت أولى ردود الأفعال، على قرار قطع العلاقات، أن النظام الجزائري، فقد البوصلة أمام دعوات المغرب، لفتح الحدود.
وفي هذا السياق، سجلت ياسمين حسناوي الأستاذة الجامعية المتخصصة في القضايا المغاربية، أن قرار قطع العلاقات، لا يضر المغرب، بقدر ما يضر الجزائر، مؤكدة أن بلادنا، تعايشت مع عداء النظام الجزائري، لعقود، واستطاعت مجاراته دون خروج عن اللياقة الدبلوماسية.
وأضافت حسناوي، في تصريح خاص لـ”مشاهد24”، أن توقيت وطريقة إعلان الخارجية الجزائرية، عن قرار بهذه الأهمية، ينقلبان عليها، مشددة على أنه في وقت كانت معنية بإعادة النظر في الأوضاع الداخلية، أعادت النظر في العلاقة مع المغرب الذي يشكل عقدة تاريخية لها.
وأشارت كذلك إلى أن قطع العلاقات، تقرر بعد خطاب ملكي صريح وواضح، تحدث عن كل المستور أمام العالم.
وتابعت قائلة ”خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، خاطب الأعداء بصراحة وتحدث عن المخاطر التي تتربص بالمنطقة المغاربية، وهذا ربما خلط أوراق النظام الجزائري”.
وفي جواب على سؤالنا بخصوص ما قد يعقب هذا القرار، من تحولات بالمنطقة المغاربية، اعتبرت حسناوي، أنه لن يكون هناك تأثير سلبي ملموس، مشيرة إلى أن الحديث عن تهديد للأمن بالمنطقة، أمر غير وارد، في ظل حلفاء كبار واستراتيجيين للمملكة.
وضمن نفس التصريح، تحدثت الأستاذة الجامعية، صاحبة أول أطروحة في المغرب باللغة الإنجليزية، حول موضوع ”السياسة الخارجية الجزائرية في نزاع الصحراء”، عن تاريخ عداء جنرالات الجزائر للمملكة، حيث قالت ”عداء النظام الجزائري، لبلادنا، لم ينطفئ يوما، وجبهة البوليساريو الانفصالية، هي ورقة تجسيد هذا العداء ووسيلة لإلهاء الشعب الجزائري عن حقوقه، منذ حرب الرمال سنة 1963، ثم ملحمة المسيرة الخضراء سنة 1975، يكيد الجنرالات للمغرب، ولأزيد من 45 سنة استخدموا ورقة الانفصال، داخل أروقة الأمم المتحدة، لكن المغرب، لم يقطع العلاقات ووجه دعوات عديدة من أجل شعبين شقيقين بينهما قرابة عائلية ومصاهرة”.
وختمت حسناوي، حديثها، جازمة بأن العلاقات المغربية الجزائرية، لن تكون على ما يرام في المستقبل، ولن يحدث تغيير سياسي داخل الجزائر، إذ استمر إرث هواري بومدين، من الجنرالات في الحكم.