أبرز محمد الطيار، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة، بمناسبة الذكرة 68 لثورة الملك والشعب، قدم تفسيرا دقيقا للحملة الإعلامية، التي استهدافت المغرب مؤخرا ، وحدد بشكل صريح أهداف القائمين عليها.
وتابع الخبير، في تصريحات خص بها مشاهد24، أن الخطاب أشار أيضا إلى أن بعض الدول الأوروبية أصبحت تخاف بشكل كبير على مصالحها التجارية وعلى أسواقها ومراكز نفوذها بمنطقة المغرب العربي, و “لذلك تعمد الى عرقلة كل تقدم وكل محاولات التحرر من هيمنتها، بالحملات التي استهدفت الأمن القومي المغربي وزرع الشك والريبة بين المؤسسات الوطنية “.
وقد أعلن الملك بشكل واضح، يضيف المتحدث، عن فشلها ونكوصها على أعقابها، وأكد على أن المغرب “لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”.
وتابع أن هذا المعطى الأساسي هو الذي يحكم توجه المغرب اليوم، في علاقته مع الجارة إسبانيا، وأن الحوار معها يستند على ضرورة احترامها لهذا المنطلق، وبالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين، “أي أن إسبانيا عليها أن تعي أن مغرب اليوم لا يقبل سوى التعامل المتوازن”.
ويؤكد الملك، يضيف الطيار، على أنه تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات مع إسبانيا، وأن “المغرب حريص على أن نفس المنطلقات التي يجب أن تسود علاقة إسبانيا بالمغرب، أي الفهم المشترك لمصالح البلدين واحترامها، هي نفس المنطلقات التي ستحكم علاقة المغرب بفرنسا، فهي الأخرى عليها أن تحترم المصالح العليا للمغرب، وأن تفهم كغيرها من الشركاء التقليدين الأوروبين أن قواعد التعامل تغيرت، وبأن دول المغرب العربي قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا بدون وصاية أو هيمنة”.
وأشار الخطاب الملكي، حسب المتحدث، إلى تقرير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، دون أن يذكره بالاسم حيث قال “بل هناك تقارير تجاوزت كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية.”
وخلص الطيار إلى أن الخطاب الملكي أكد على أولوية المغرب وحرصه على بناء علاقات حسن الجوار مع محيطه.