قال أمين صوصي علوي، المحلل السياسي والخبير في مجال الإعلام وصناعة الرأي العام، إن اتهام الجزائر المغرب بـ”التورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد”، يدل مرة أخرى أننا نُجاور دولة تحكمها منظومة كذابة تتبنى فكر وأسلوب العصابة.
وأضاف علوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن فلسفة النظام الجزائري منذ القدم تتمثل في تصوير المغرب وكأنه “غول مفترس” يسعى إلى الإضرار بمصالح جارته الشرقية، وبالتالي ما ورد في بلاغ رئاسة الجزائر أمس الأربعاء، لم يكن بالأمر المفاجئ. مشيراً إلى أن هذا النظام “الدكتاتوري” دائما ما يتحرش بالمغرب ويحاول خلق أزمات خارجية لضمان بقائه ودفع الشعب الجزائري للاقتناع أن البلاد من دونه ستنهار.
وزاد الخبير المختص في مجال صناعة الرأي العام، أن الواقع يقول عكس ذلك، فالنظام الحاكم في الجزائر لا تهمه مصلحة شعبه بل يقتات ويعيش على تخويفه، والدليل على ذلك أنه تجاهل قبل أيام، مبادرة مغربية نبيلة تتمثل في المساعدة على إطفاء حرائق الغابات، مشدداً على أن الحاكم الذي يترك شعبه يحترق لا يمتلك مواصفات قائد دولة بل مواصفات قائد عصابة.
وفي نفس الإطار، رأى المتحدث أن المغرب يعي مصالح شعبه رغم أنه لا يمتلك أموال النفط والغاز؛ ولذلك اقتنى في وقت سابق طائرات متطورة مخصصة لإخماد الحرائق وسيقوم بنفس الخطوة في القريب العاجل لتعزيز ترسانته ولإدراكه الشديد بالمخاطر المستقبلية، بينما دولة العسكر نهبت أموال الشعب، وعوض أن تستجيب لمبادرة المغرب بدأت تتسول المساعدة من دول أوروبية.
وأكد صوصي علوي، أن هذا السلوك يدل على أن الجزائر لديها سوء نية ولا تدرك معنى الجوار، وبالتالي نحن أمام منظمة إجرامية. وفق تعبيره.
وفي تحليله لهذا السلوك – يردف الباحث المغربي- أن النظام الجزائري القائم بنى جل معتقداته على “العدو الخارجي”، وإذا حرمه المغرب من استعدائه ستتهاوى هذه المنظومة، لافتاً أن الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة “عيد العرش” حرمهم من الصورة البشعة التي تحاول رسمها هذه المنظومة العسكرية باستمرار.
واعتبر أن الجزائر ستنهار إذا لم تغير سلوكها، لافتاً أن النظام الجزائري يسير على خطى النظام الإيراني والتركي إلى حد ما. لافتاً أن أسلوب النظام الجزائري “ديكتاتوري شمولي”، ويحكم بأسلوب قديم، غير أن جزءً من الشعب يعي ركاكة هذه “البروباكاندا” التي يعلق عليها فشله.
واعتبر أن الجزائر ورثت الأيديولوجية الشيوعية التي تخلصت منها روسيا، وبقيت أسيرة مفاهيم يسارية شيوعية لا تنظر إلى المصالح العليا كأسلوب بقاء.