تسعى صحيفة “لوموند” الفرنسية بشكل هستيري ومفضوح إلى الإضرار بسمعة المغرب وإلصاق تهمة “التجسس” به، من خلال اجترار أسطوانة “بيغاسوس” المشروخة.
فالتدفق المستمر للمقالات والأعمدة الصحفية التي تنشرها هذه اليومية الفرنسية حول هذا الموضوع، وإصرارها على إقحام المغرب في هذه القضية، وتوجيه اتهامات دون تقديم دليل مادي أو علمي واحد؛ بات يطرح الكثير من التساؤلات المشروعة.
لماذا المغرب؟. وما السبب الذي جعل “لوموند” تتمادى في عدائها ضد المملكة؟. هل هذه الصحيفة منزعجة من الانجازات التي حققتها بلادنا في السنوات الماضية على أكثر من صعيد؟.
الحقيقة، أن المغرب “مبقاش كيتصرط” لبعض الجهات التي تحاول عرقلة تقدمه، وتسعى إلى تقديمه أمام العالم وكأنه دولة مارقة.
نعم لقد أزعجناهم وأزعجنا تلك الصحف الفرنسية بتقدمنا رغم أننا مازلنا في صدد بناء نموذج تنموي جديد يرسم معالم الازدهار بالمملكة. نعم لقد زرعنا الرعب في قلوب تلك الجهات التي تابعت كيف تحول المغرب من تلميذ إلى أستاذ بارع وهو يدافع عن وحدته الترابية ومصالحه العليا، ويلقن الدروس الدبلوماسية لدول أوروبية يُحسب لها ألف حساب.
وتحاول “لوموند”، أيضاً، منذ أيام، ممارسة مزيد من الضغط على الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قصد إحداث أزمة جديدة بين باريس والرباط، لكن فرنسا مازالت مُتّزنة وتحترم العلاقات التاريخية، وتدرك تماما أن الرباط لم تشتر أو تستخدم برنامج بيغاسوس الإسرائيلي قط.
وسبق لمحامي المملكة أوليفييه باراتيلي أن أكد هذا الأمر في أكثر من مناسبة، لكن “لوموند” تسبح في عالمها المظلم لوحدها معتمدة على ما تنشره “منظمة العفو الدولية” و”فوربيدن”.
وعوض الاعتذار تحاول “لوموند” في تقاريرها اليومية البحث عن أي شيء ولو كان بحجم “الذبابة” لتأكيد رواية اتضح أنها أقرب إلى الخيال، وإلصاق أي شيء بالمغرب.
وحيال ذلك، أكدت “لوموند” دون أي صيغة احتمال في تقاريرها أن “المعطيات المزعومة” الناتجة عن التحليلات التقنية تبين ظهور آثار لبرنامج “بيغاسوس” على هاتف صحافي من قناة “فرانس24” يعيش بباريس، لكن الصحيفة الفرنسية بعيدا عن المهنية تربط بسرعة بين هذا الاكتشاف “العظيم” والسلطات المغربية.
إذ في الوقت الذي تقول فيه إن هناك دليل مادي على وجود جرثومة رقمية في هاتف الصحافي المذكور تتهم مباشرة المغرب دون الاستناد العلمي والجنائي. فلماذا هذا العداء؟، هل أصبحنا عقدة “لوموند”؟.
المغرب ليس لديه ما يخفيه، وليس حائطاً قصيراً، ولن يترك هذه الاتهامات الباطلة تمر مرور الكرام وسيصفعهم بلغة القانون.