أطلقت مجموعة من المثقفين المغاربة والإسبان مبادرة ترمي إلى إنهاء الأزمة الدبلوماسية القائمة بين الرباط ومدريد، إثر استقبال إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، المدعو ابراهبم غالي، من أجل العلاج من فيروس كورونا، بمستشفى لوغرونيو، بهوية جزائرية مزورة.
وأوضح بيان صادر عن الساهرين على هذه المبادرة، والذي توصل مشاهد 24 بنسخة منه، أن الأزمة الإسبانية-المغربية الحالية أدت إلى تصعيد كلامي مقلق “عاد بنا إلى حقب غابرة، مختلفة تماما عن حيثيات عالم معولم من جهة، وعن العلاقات الثنائية التي تربط ضفتي مضيق جبل طارق منذ زمن بعيد من جهة أخرى”.
وتابع أنه طوال أسابيع عديدة، انتشرت في الضفتين “خطابات وإحالات وأفكار مسبقة قديمة، لم نكن نعتقد أن بإمكانها البروز مجددا على الساحة العامة”، مشددا على أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشار هذه الخطابات كالنار في الهشيم، “مما جعل التعايش بين شعبين شقيقين وصديقين في مهب الريح وعرضة للمخاطر…”.
ويشدد أصحاب هذه المبادرة على أنه “ينبغي أن تسود روح التوافق والتعايش دائما بين بلدينا، ويتعين أن تكون في صلب أي حوار سياسي من أجل ضمان سيادة واستقرار المغرب وإسبانيا على حد سواء”.
ودعوا المجتمع المدني في ضفتي مضيق جبل طارق إلى الانضمام إلى جهود استرجاع علاقات إسبانية-مغربية قائمة على الثقة المتبادلة والاحترام، “علاقات تدفعنا نحو مستقبل ينبغي أن يسود فيه السلم والتعاون والازدهار. لذلك، يتعين علينا معا، مغاربة وإسبان، رفض هذا الخطاب الخاطئ والمسموم الذي تستعمله بعض الجماعات الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، القائم على الأخبار الزائفة والتلاعبات الكيدية، التي لا تسعى سوى إلى إحياء النزعات المعادية للأجانب والأحاسيس التي سبق لنا أن استأصلناها”.