قال عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إن افتتاح مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا، (الأول من نوعه في القارة السمراء)، له دلالات كبيرة، مبيناً أن المغرب تحوّل إلى مدرسة حقيقية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وأضاف مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن هذا الافتتاح “اعتراف أممي ودولي بعلو كعب الأجهزة الاستخباراتية المغربية في إحباط عمليات إرهابية داخل التراب المغربي وخارجه”، مشدداً على أن المملكة راكمت خبرات وكفاءات ستقدمها لفائدة القارة الإفريقية لخدمة أمنها واستقرارها.
وأوضح الخبير المختص في الشؤون العسكرية، أن منطقة الساحل والصحراء القريبة من المغرب تحولت خلال السنوات الماضية إلى فضاء خصب لانتشار التنظيمات الإرهابية (داعش) و(القاعدة)؛ الشيء الذي حوّلها إلى منطقة ملتهبة، مؤكداً أن المغرب سيقدم مساعدات في هذا الجانب لدول الساحل وجيوشها لتقليص التهديدات والمخاطر الإرهابية.
واعتبر مكاوي أن الأمم المتحدة تعول كثيراً على المغرب – كدولة لها مكانة كبيرة في القارة السمراء – للسيطرة على الإرهاب وتجفيف منابعه بطريقة احترافية.
وأشار إلى تواجد أسماء أمنية مغربية كبيرة منذ مدة في بعض الدول الإفريقية والتي تشتغل على مكافحة الإرهاب وتأطير القوات الأمنية والاستخباراتية.
وسيعمل المكتب الجديد على تطوير وتنفيذ البرامج المعتمدة، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما في ما يتعلق بأمن الحدود وإدارتها والتحقيقات والمتابعات وإدارة السجون وفك الارتباط وإعادة التأهيل والإدماج. وفق ما أكدته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وسيعتمد هذا المكتب الإقليمي الجديد، على تجميع خبرات المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد لفائدة الدول الإفريقية، وفق مقاربة تضامنية وتشاركية تعكس روح المسؤولية الجماعية.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ترأس أول أمس الخميس بالرباط، حفل افتتاح مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا بمشاركة، حضورية وعبر تقنية التناظر المرئي، لكبار المسؤولين في الأمم المتحدة وأعضاء السلك الدبلوماسي بالرباط.