اختارت الأمم المتحدة، المغرب، لاحتضان مكتب خاص بمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا، معلنة بذلك، اقتناعها التام بالدور المحوري لبلادنا، في استتباب الأمن والاستقرار بالقارة التي يتهددها خطر التنظيمات الإرهابية.
وجرى افتتاح المكتب، بحر الأسبوع الحالي، وسط حضور وازن، يضم بعثة الأمم المتحدة بالمملكة، وأعضاء السلك الدبلوماسي بالعاصمة الرباط، موازاة مع نقل مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يكشف أهمية الحدث قاريا ودوليا.
كريم عايش المحلل السياسي وعضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، سجل بعد التأكيد على أهمية الحدث، أنه يبرز للعالم مدى جدية واحترافية الأجهزة الأمنية المغربية، في تعاطيها مع قضايا الإرهاب بكل أشكاله.
وأضاف في تصريح لـ”مشاهد24”، أن منظمة من حجم ومكانة الأمم المتحدة، لم تقدم على هاته الخطوة، إلا بعد الوقوف على حنكة الأجهزة الأمنية المغربية في التصدي لخطر الإرهاب، ليس فقط على المستوى الوطني، وإنما على المستويين الإقليمي والدولي، إذ حالت بفضل يقظتها دون تنفيذ مخططات خطيرة ببلدان عديدة.
وتطرق المحلل السياسي أيضا، إلى التعاون المثالي للأجهزة الاستخباراتية المغربية مع أجهزة على الصعيد الإفريقي، معتبرا أن هذا التعاون الوثيق والفعال، مكن من رصد التحركات الإرهابية وتتبع كل الأخطار المحيطة بالمناطق الحدودية التي تشكل مرتعا خصبا للجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وضمن نفس التحليل، ضرب عايش مثلا بخصوص نجاعة التدخلات المغربية، في مواجهة الأعمال التي تهدد سلامة الأرواح والأوطان، بعملية معبر الكركرات التي تابع العالم مجرياتها، مردفا أن المغرب، برهن خلالها عن قدرة عالية في التخلص من التهديدات، بدقة شديدة.
وتابع قائلا ”القوات المسلحة الملكية، أجرت عملية جراحية عسكرية لاستئصال التهديد، وتمكنت من إنجاحها دونما التسبب في توسيع رقعة المواجهة أو خلق بؤرة توتر”.
وختم عضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، تحليله، بالتأكيد على أن المكتب التابع للأمم المتحدة، يتوج جهود المغرب القائمة بناء على تبصر الملك محمد السادس، واهتمامه بتطوير مختلف الأجهزة الأمنية، وتعزيز استباقيتها وشموليتها في إطار تعاون مثمر على الصعيد القاري.