قال عبد الرحمان المكاوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “ديجون” والخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن التدريبات العسكرية المغربية-الأمريكية المشتركة “الأسد الإفريقي 2021” والتي تعتبر من أهم التدريبات المشتركة في العالم؛ تعد تتويجاً جديداً لمسار التعاون الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن.
وأضاف المكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن نسخة هذه السنة تكتسي أهمية كبيرة بالنظر إلى حجم الدول المشاركة في هذه التمارين ومكانتها ونوعية المناطق التي ستُجرى فيها المناورات، وكذا أهدافها الاستراتيجية المتمثلة هذه السنة في التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة وكذا التدريب على عمليات مكافحة المنظمات الإرهابية العنيفة، بالإضافة إلى تمارين للقوات البرية والجوية والبحرية، وتمارين التطهير الإشعاعي والنووي والكيميائي.
ورأى الخبير العسكري أن إدراج منطقة المحبس ضمن المناطق التي ستشهد مناورات “الأسد الإفريقي 2021” دليل آخر على أن الولايات المتحدة الأمريكية تجدد اعترافها بمغربية الصحراء على أرض الواقع وتدفع المعنيين بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية للوصول إلى حل سياسي مقبول.
وسجل أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، أن هذه المناورات المشتركة تنظم لأول مرة بالقرب من الجدار الدفاعي (المحبس)، مما يدحض ادعاءات جبهة “البوليساريو” الانفصالية بالقصف الوهمي لتلك المناطق.
ومن جانب آخر، يعتقد المكاوي أن هذه التمارين المشتركة تبين بالملموس أن المغرب أضحى حليفاً استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية وللحلف الأطلسي، رغم محاولات الجزائر للتشويش على هذه المناورات من خلال نشر أخبار مغلوطة وأحيانا مغرضة عبر منصاتها الإعلامية.
وشدد المتحدث على أن المملكة أصبحت فعلا خلال السنوات الماضية تلعب أدواراً كبيرة، كما أنها باتت قوة إقليمية وساحلية وصحراوية يُحسب لها ألف حساب، وتعتبرها الولايات المتحدة الشريك الأساسي للسلام والاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط.
وستتواصل هذه التدريبات إلى غاية 18 يونيو الجاري بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.