قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن افتتاح جمهورية السنغال، اليوم الاثنين، قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة، والتي تعد عاشر تمثيلية دبلوماسية يتم فتحها بالمدينة منذ أزيد من سنة، يعد انتكاسة جديدة لخصوم الوحدة الترابية، ورسالة قوية مفادها أن أطروحة “الانفصال” التي تتبناها الجزائر وتحاول ترويجها داخل ردهات الاتحاد الإفريقي لدعم جبهة “البوليساريو” الانفصالية أصبحت من الماضي، ولم تعد تؤثر في قادة الدول الإفريقية.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن هذا الافتتاح كان منتظراً بحكم العلاقات القوية التي تجمع بين المملكة المغربية والسنغال على أكثر من صعيد، مشدداً على أن هذه الخطوة تتزامن مع التحضير لعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء المغربية.
ويعتقد الخبير المختص في شؤون الساحل والصحراء، أن “دبلوماسية القنصليات” التي تتبعها المملكة لدعم مغربية الصحراء على أرض الواقع بدأت تعطي أكلها، مبيناً أن دولة السنغال تحظى بمكانة هامة في القارة السمراء ولدى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ومن شأن هذه المعطيات أن تعزز موقف المغرب.
واستطرد المتحدث أن هذه القنصلية الجديدة ستصيب حكام الجزائر بالسعار، على اعتبار أن وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، حاول قبل أسابيع انتزاع موقف داعم لجبهة “البوليساريو” الانفصالية خلال زيارات أجراها إلى أكثر من دولة، معتبراً أن الرد المناسب على هذه الجولة جاء من السنغال؛ والتي أكدت من خلال هذه الخطوة الدبلوماسية أن الصحراء مغربية وستظل مغربية.
ويرى مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن الانكسارات التي تعرضت لها الجزائر بسبب هذا الملف أظهر حجمها الحقيقي، كما فضح مزايداتها حول الوحدة الترابية للمغرب.
وشهدت مدينة الداخلة منذ بداية السنة الماضية دينامية دبلوماسية قوية مع تدشين قنصليات كل من غامبيا وغينيا وجمهورية جيبوتي وجمهورية ليبيريا وبوركينافاسو وجمهورية غينيا بيساو وجمهورية غينيا الاستيوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى جمهورية هايتي.