يصر النظام الجزائري، على الاصطياد في المياه العكرة، للنيل من مكتسبات تاريخية حققتها المملكة، في ملف الوحدة الترابية، غير آبه بمشاكل كبرى، تؤزم أوضاعه الداخلي وتخنق الشعب.
وفي وقت لم تمر سوى أيام، على هزيمته النكراء بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث فشل في تجييش قادة دول القارة، ضد مغربية الصحراء، يقود نظام بلاد العسكر، مناورة جديدة.
ويقوم صبري بوقادوم وزير الخارجية الجزائري، بجولة إفريقية تحمل في طياتها نوايا لئيمة، خصوصا أن الأبواق الإعلامية الناطقة باسم النظام، تحدثت عنها بإسهاب، واعتبرتها خطوة لـ”ترقية علاقة الجزائر بالدول الإفريقية”.
واختار بوقادوم، وجهات جولته الحالية، بعناية كبيرة لتحقيق غاية في نفس جنرالات الجزائر، منذ عقود، حيث التقى أولا بالرئيس الكاميروني بول بيا، فرئيس جمهورية سيراليون جوليوس مادا بيو، ثم الرئيس الغيني ألفا كوندي، وهم قادة دول تربطها علاقات قوية مع المملكة.
ولأن ”السفيه ينطق بما فيه”، فإن تغريدات حساب الوزير بوقادوم، أكدت تباحثه مع مسؤولي الدول الثلاث، بخصوص ملفات مهمة، في مقدمتها ملف الصحراء المغربية.
في المقابل، فإن وزارة الخارجية الجزائرية، والعسكر الساعين من خلالها، إلى الإبقاء على النزاع حول الصحراء، يغفلون أن علاقات المغرب والبلدان الإفريقية المذكورة، ضاربة في التاريخ، وقوتها المبادرات الملكية غير المسبوقة، من أجل التنمية والازدهار.
وخلال فترة تفشي جائحة ”كورونا” التي عرفت سباقا دوليا، نحو التزود بمستلزمات الوقاية من الفيروس ووسائل الحد من انتشاره، كان المغرب، البلد الوحيد الذي مد يده لبلدان القارة السمراء، وأرسل طائرات محملة بكميات هائلة من اللوازم الطبية والأدوية.
إلى جانب ذلك، فإن المملكة، تبني جسور تعاون حقيقية مع الدول الإفريقية، وليس جسور محبة مدونة على ورق، من خلال مشاريع كبرى، أهمها مشروع الغاز المغربي النيجيري، ومشروعين زراعيين رائدين بالكاميرون، ومشروع تهيئة مدينة كوناكري الغينية.