في ظرف وجيز، وجد حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي، نفسه محاطاً بملفات مثيرة للجدل فاقمت مشاكله الداخلية وأزماته بشكل غير مسبوق، بل والأخطر من هذا أضحى هذا الكيان السياسي مهددا بالانقسام، بعد تجميد عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق عضويته في الحزب كرد فعل على مصادقة الحكومة على مشروع قانون يقنن استخدام القنب الهندي في الأغراض الطبية والصناعية بالمملكة.
ومن المرتقب أن يحدث قرار بنكيران تصدعا كبيرا في البيت الداخلي للإخوان قبيل موعد الاستحقاقات الانتخابية، وفق قول عدد من المراقبين.
وهدّد بنكيران، قبل أيام قليلة، بتجميد عضويته إذا تبنت الأمانة العامة لحزبه مشروع قانون تقنين القنب الهندي.
وفي تحليله للوضع الذي بات يعيشه حزب العدالة والتنمية، ومدى تأثيره على مستقبله، قال محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الأزمات التي يمر منها العدالة والتنمية، أظهرت حجمه الحقيقي أمام الرأي العام، وأكدت بالملموس أنه مُقبل على انفجار داخلي خطير.
وأضاف زين الدين في تصريح لـ”مشاهد24″ أن الأزمة التي يمر منها الحزب قائد الائتلاف الحكومي، ليست وليدة اللحظة، إذ دائما ما كان يحاول إخفاءها، لكنها تفجرت إلى العلن، بعد نزول عدد من القياديين المؤثرين من سفينة “المصباح”.
ووفق المتحدث، فإن محطة تقنين القنب الهندي، زادت من متاعب الحزب، إذ اشتد الصراع بين تيار العثماني وتيار بنكيران الذي يرفض بشدة هذا التقنين.
ورأى المحلل السياسي أن الحزب يعاني حالياً من انقسامات واختلالات حادة غير قابلة للتسوية، ستُضعفه من دون شك قبيل الانتخابات التشريعية، وقد تحدث انشقاقا كبيرا.
وزاد قائلا: “لا أعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيكون مؤهلا للانتخابات، ومستبعد جداً حصوله على المرتبة الأولى، في ظل الانقسامات والاستقالات المدوية”.