فندت جمهورية بوروندي، بالدليل القاطع، كل مزاعم خصوم المملكة، بخصوص التوجه لإغلاق قنصليات إفريقية بالأقاليم الجنوبية، معلنة عن انطلاق مرحلة شراكة وتعاون جديدة، تعود بالنفع على البلدين.
ويعد اللقاء الذي جمع أمس الخميس، ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بوزير الخارجية والتعاون التنموي ببوروندي ألبرت شنجيرو، وتم خلاله تقديم رسالة من الرئيس البوروندي، إلى الملك محمد السادس، المحطة الأولى في مسار توطيد العلاقات بين المملكة وبوروندي، بعيدا عن كل المحاولات الرامية إلى تعكير صفوها.
وفي تفاعله مع هذه التطورات الإيجابية، أكد كريم عايش المحلل السياسي وعضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، أن مستقبلا واعدا ينتظر العلاقات المغربية البوروندية، مستحضرا عدة مؤشرات تثبت ذلك.
وأول مؤشر تطرق إليه عايش في حديث لـ”مشاهد24”، يتمثل في إدراك المسؤولين البورونديين، للمسار الطويل الذي قطعته بلادنا، على مستوى مساندة ودعم الدول الإفريقية، لتخطي عدة صعوبات وتحقيق التنمية.
وثاني مؤشر يرتبط حسب المحلل السياسي، بحاجة بوروندي، لشراكة تتيح لها تثبيت الاستقرار والعمل على بناء التنمية وتقوية الديمقراطية، بعد معاناة طويلة من ويلات المجازر الجماعية والحروب، ”فما وقع برواندا من حرب أهلية وإبادة جماعية، ألقى بضلاله عليها، وعرفت لجوءا جماعيا بورونديا في تنزانيا، ومن تم عودة اللاجئين وتأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فصارت على درب البناء وتحقيق الاستقرار، وهو الأمر الذي مازال في بداياته” يردف موضحا.
أما ثالث مؤشر، فسجل أنه ذو بعد اقتصادي، حيث إن بوروندي، تصنف ضمن الدول الاستوائية الغنية بموارد طبيعية ومواد خام مهمة، من قبيل الذهب والنيكل، ومعظم أراضيها صالحة للزراعة، تتطلب فقط تطوير استغلالها وإدخال التكنولوجيات الحديثة.
وفي وقت تجري استعدادات على قدم وساق، لافتتاح سفارة مغربية بجمبورا عاصمة بوروندي، بناء على طلب من قادة هذه الأخيرة، لفت عضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، الانتباه إلى أن الدولتين الإفريقيتين، تشهدان بداية علاقات ثنائية قوية وممتدة إلى أعماق إفريقيا.
وتابع قائلا ”تبصر القادة ببوروندي، جعلهم يشقون طريق بناء علاقة متينة مع المملكة، وتبني الموقف الداعم لمغربية الصحراء، والتركيز على فتح تمثيلية دبلوماسية بها، هو خطوة لإبراز الثقة المتبادلة والتحالف البوروندي المغربي القوي”.
وختم عايش، تحليله بالتأكيد على أن رغبة بوروندي، في حضور أكبر للمغرب بها، والتي تجلت من خلال الرسالة الموجهة إلى الملك محمد السادس، تدحض كل ادعاءات تراجع دول إفريقية، عن وضع يدها في يد المملكة، ودعم مغربية الصحراء.