أحبا الجزائريون، أمس الإثنين، الذكرى الثانية للحراك الشعبي، الذي انطلق يوم 22 فبراير 2019، والذي كان من أبرز مكاسبه دفع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستقالة بعد عقدين من الحكم وإجراء محاكمة “تاريخية” أدت إلى سجن مسؤولين سابقين، لكن بالنسبة للعديد من الجزائريين فإن مسيرة الحراك لا تزال طويلة لتحقيق جميع المطالب.
وأوضح المحامي والحقوقي المغربي، نوفل البعمري، في تصريحات خص بها مشاهد24، أن الشعب الجزائري يخلد الذكرى الثانية لانطلاق الحراك الشعبي للمطالبة بالانتقال من دولة عسكرية إلى دولة مدنية، و “يطالب بدمقرطة الدولة الجزائرية وبإفراز مؤسسات بناء على انتخابات حرة ونزيهة”.
وتابع أن هذه السنة رفعت شعارات “تتهم الرئيس الجزائري الحالي، عبد المجيد تبون بالتزوير، وبأنه وصل إلى كرسي الحكم من خلال العسكر، لخصه الشعار الذي ردده بقوة، أمس الاثنين، المتطاهرون، وفي مختلف مسيرات الحراك الشعبي +تبون مزور، جابوه العسكر+”.
وكشف أن الجانب الآخر المتعلق بمسيرات، أمس الاثنين، المخلدة للذكرى الثانية للحراك، “هو كونها تأتي في سياق داخلي جزائري متسم بالأزمة، فالوضع السياسي والوضع المؤسساتي داخل الدولة الجزائرية اليوم هو وضع متأزم، يتجه نحو كل الاحتمالات، خاصة بعد مختلف المناورات التي قام بها العسكر الجزائري من أجل التحايل على مطالب الشارع الجزائري باءت بالفشل وأصبحت مكشوفة أمام قوة الحراك الشعبي، الذي عاد بقوة، بعد سنة تقريبا من التوقف، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، التي كاان يراهن عليها العسكر من أجل تدبير مخططه ولإيقاف هذا الحراك “.
وشدد البعمري على أن الجزائر تعيش اليوم وضعا سياسيا قد “يتجه نحو الانفجار، في ظل تكلس القيادة الحالية، وعدم قدرتنها على التجاوب مع مطالب الشارع، وفي ظل أيضا المناورات، التي يتم القيام بها داخل الجزائر، خاصة مع عودة سعيد بوتفليقة وبعض الجنرالات للواجهة، إلى جانب الصراع الموجود اليوم داخل المربع الحاكم”.
كل هذا الوضع، يضيف المتحدث، “سيزيد من تعقيد الوضع السياسي والمؤسساتي داخل البلاد، وبالتالي ستزيد قوة الحراك الشعبي، الذي يمتد إلى مختلف مناطق البلاد، والذي أصبح يتقوى من أجل تحقيق مطالبه”.
وأبرز أن اليوم الشعب الجزائري “أظهر على أن مطلبه هو الانتقال من دولة عسكرية إلى دولة مدنية، ومن دولة دكتاتورية، كما تم تصنفها مؤخرا، إلى دولة دمقراطية، وهو مطلب لا يمكن التراجع عنه، ولا يمكن للشارع الجزائري اليوم أن يهدأ إلا بتحقيق هذه المطالب وإلا بالستماع لصوت ونبض الشارع، وإلى الأجيال التي تفتق وعيها السياسي ما بعد العشرية السوداء، وبالتالي فلا يمكن تهديدها بالعودة إلى هذه الحقبة، كما يقوم بالترويج له الإعلام الموالي للنظام، والذي يفبرك كل مرة أخبارا عن وجود خلايا إرهابية من أجل تخويف الشعب وإرهابه حتى لا يعود للشارع بكثافة”.
وخلص البعمري، موضحا أن “اليوم عاد الشعب إلى تدفقه في الشارع، ورفع نفس مطالب الحراك، في مسيرات داخل كل التراب الجزائري”.
