قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن موضوع التلقيح ضد فيروس كورونا يحظى بعناية ملكية سامية، مؤكدا أنه تنفيذا للتعليمات الملكية عملت الحكومة على اتخاذ تدابير استباقية، بهدف تمكين كافة مناطق المملكة من الكميات الكافية، فور التأكد من سلامة اللقاحات.
وفي تفسيره لأسباب تأخر وصول اللقاح إلى المملكة، أوضح العثماني والذي كان يتحدث في جلسة عمومية بمجلس المستشارين حول الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد وباء كورونا، إن “القدرة الإنتاجية للقاح في العالم محدودة، مقابل حجم الطلب الكبير”، مستطرداً: “رغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، فالشركات المصنعة تسارع الزمن لتلبية الطلب العالمي الذي يصل إلى 10 مليارات جرعة”.
واعتبر رئيس الحكومة أن عملية التلقيح ليست إجراء معزولا أو مستقلا بذاته، وليس هو نهاية المطاف، وإنما يأتي في إطار السيرورة المستمرة للتعاطي مع الوباء، والإجراءات التي اعتمدها المغرب لمحاربته ومحاصرته، بدءا بالإجراءات القانونية وفرض حالة الحجر الصحي، إضافة إلى باقي الإجراءات الأخرى.
وتابع المتحدث “لدينا أمل أن نتوصل بالتلقيح في المراحل المقبلة، مشيرا إلى أن هناك مضاربة في شراء اللقاحات، تصل إلى 9 مرات أكثر من الثمن العادي”. لافتاً أن الحكومة رصدت الإمكانيات المالية الكافية لضمان مجانية التلقيح.
وأفاد بأنه تم التوقيع على اتفاقية تعاون فيما يتعلق بالتجارب السريرية للقاح مع مجموعة “سينافارم” للأدوية، وكذا توقيع مذكرة تفاهم لاقتناء اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ التي تنتجها شركة “اير-فارم” بالهند، بترخيص من مجموعة “أسترازينيكا” البريطانية السويدية.
وبخصوص المعايير المحددة في اختيار هذين اللقاحين، أوضح رئيس الحكومة أن المعيار الأول يهم السلامة والتجربة لأن هذين اللقاحين يعتمدان التقنية الكلاسيكية للتطعيم القائمة على “فيروس معطل”، وهي تقنية قديمة ومجربة ومأمونة، والمعيار الثاني هو سهولة التخزين والنقل لأن هذين اللقاحين لا يحتاجان سوى إلى درجة حرارة تتراوح بين 2 و7 درجات مئوية لتخزينهما، بينما بعض اللقاحات الأخرى تحتاج إلى ناقص 70 درجة لتخزينها وتوزيعها، وهو ما يتطلب إمكانيات لوجستية ضخمة يصعب توفيرها في الوقت الحالي، لا سيما على مجموع التراب الوطني.
وفي سياق آخر، أوضح المتحدث، أن الحكومة مددت الإجراءات الاحترازية المعمول بها قبل وبعيد العام الجديد، بالنظر للوضعية الوبائية والتحولات الوبائية الصحية الموجودة بالمحيط، مؤكدا أننا لم نخرج بعد من حالة الخطر.
وشدد على أن إعلان وزارة الصحة عن إصابة مواطن مغربي جاء من الخارج بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا، يستلزم العمل على الالتزام بالإجراءات الصحية المعلن عنها من لدن الجهات الصحية.