يبذل النظام الجزائري، الغالي والنفيس لقلب حقائق كشفت للعالم فشله، وأظهرت بالبرهان، صوابية موقف المملكة بخصوص ملف الصحراء، وجدية طرحها لحل النزاع المفتعل.
وبعد جملة التطورات الإيجابية التي شهدها ملف الوحدة الترابية، أصاب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الرؤوس الكبرى في الجزائر، بحالة سعار تتوهم تحت تأثيرها، أن يإمكانها تغيير الموقف الأمريكي.
ونشرت في هذا السياق، مجموعة من المقالات، حول عمل النظام الجزائري، على دفع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين، إلى التراجع عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، والتنسيق مع شخصيات أمريكية معينة، لتحقيق ذلك.
كريم عايش المحلل السياسي وعضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، أكد في حديث لـ”مشاهد24”، أن التحركات الجزائرية التي أعقبت الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، تكشف بجلاء كون حكام ”قصر المرادية”، يواصلون كعادتهم سلوك الطرق المظلمة والملتوية، لبلوغ أهداف لن ينالوها.
وسجل أن المتحكمين في النظام الجزائري، والذين ليسوا سوى جنرالات، يحبكون في الوقت الراهن، خططا ضد الاعتراف الأمريكي، تستهدف أساسا محاربة داعمي المغرب بواشنطن، والدفاع عن مكانة الجزائر، كشريك قوي في المجال العسكري.
وتحدث في هذا السياق، عن شخصيتين تستعملهما الجزائر، ضمن خططها ضد المملكة، وهما الجمهوري ديفيد كين، وسيناتور أوكلاهوما جيم إنهوف، مبرزا ”هناك المستشار الرئاسي الأمريكي السابق ديفيد كين، المثير للجدل بسبب مواقفه، وجيم إنهوف الذي قاد وفدا سيناتوريا إلى الجزائر، قصد دعمها في أن تحظى باهتمام صناع الأسلحة الأمريكان، وتطوير شراكات مناوئة لمصالح المغرب، لكن الاثنان لم ينجحا في مهمتهما”.
إضافة إلى ذلك، استحضر عايش، جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، المتهم في الأوساط السياسية الأمريكية، بتلقيه أموالا جزائرية للدفاع عن مصالح النظام، لافتا الانتباه إلى أنه نشر مقالا بعد طرده من البيت الأبيض، يهاجم فيه المغرب والاعتراف الأمريكي، ”وهي تصريحات وأقوال وكتابات، تبرز جنون داعمي جبهة البوليساريو الانفصالية، الذين تلقوا ملايين الدولارات من ميزانية الشعب الجزائري الشقيق، لا لسبب سوى الدفاع عن أطروحة وهمية” حسب تعبيره.
وفي نفس التصريح، سجل المحلل السياسي، أن مكاتب ”قصر المرادية”، لا تملك رغم كل مؤامراتها، سوى التطلع خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى السياسة الخارجية للرئيس بايدن، متناسية أنها أشعلت فتيل مواجهة دبلوماسية جديدة، بينها وبين روسيا في أروقة مجلس الأمن، وأن الأولويات معروفة لدى الإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بالملفات الهامة والضرورية، وأن دور ”الجلاد” الذي تقوم به، قد فضحها في تأجيج الصراعات داخل إفريقيا، ومعاكسة رغبات شعوبها في التنمية الاقتصادية وتحقيق الإزدهار.