قال عبد الفتاح الفاتحي مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية إن القرار الأمريكي القاضي بإصدار مرسوم رئاسي يعترف بمغربية الصحراء انتصار تاريخي واستراتيجي لعبت فيه الدبلوماسية الملكية دورا بالغا سيعزز شرعية سيادة المملكة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أمر طبيعي بالنظر إلى تأييد الإدارة الأمريكية في عهد الجمهوريين والديمقراطيين بوجاهة ومصداقية مبادرة المغرب منح الصحراء حكما ذاتيا موسعا.
وحيث إن دعوة البيت الأبيض إلى الدخول في مفاوضات لإنهاء النزاع على أساس الحكم الذاتي باعتباره الحل الأنسب -يستطرد المتحدث- فإن في الأمر حسم موضوعي لنزاع الصحراء وأن في ذلك توافق لما سبق وخلص إليه مجلس الأمن الدولي من حل النزاع يجب أن يكون حلا واقعيا وعمليا ومستداما.
ويعتقد الخبير المختص في قضايا الساحل والصحراء، أن إنهاء قضية نزاع الصحراء بات قاب قوسين أو أدني بالنظر إلى أهمية وقوة الموقف الأمريكي، وكذا للوزن السياسي الدولي للولايات المتحدة الأمريكية مما يعني مزيد من التأييد المشابه لهذا الموقف.
وأردف الفاتحي: “يمكننا القول بأن دعم الديموقراطيين والجمهوريين الأمريكيين جسد اليوم إجماعا أمريكيا على دعم الموقف المغربي فيما يتعلق بنزاع الصحراء، وتجسد اليوم باعتراف تاريخي، وهو بمثابة رد لجميل لسبق المغرب في الاعتراف بالولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1777”.
وأكد مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أنه حتى الرئيس المنتخب جون بايدن سبق له أن أكد حين كان نائبا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أن الولايات المتحدة الأمريكية ممتنة للمغرب.
وفي تحليله لأبعاد قرار الرئيس الأمريكي افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة، قال الفاتحي، إن عزم الولايات المتحدة الأمريكية افتتاح قنصلية لها بمدينة الداخلة، سيزيد حتما من جلب الاستثمارات الأمريكية والأجنبية، وهو ما سيعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية وسيسرع رهان المملكة المغربية جعل منطقة الصحراء نموذجا تنمويا للقارة الإفريقية وصلة وصل استراتيجي بين أوربا والقارة الإفريقية.
وزاد المتحدث: “يمكننا القول بأن أطروحة الانفصال قد انتهت بشكل كلي، وأن أي مزايدات سياسية لن يكتب لها النجاح وأن أي مخططات سياسية للجزائر والبوليساريو رهان خاسر ولو باعتماد أي حليف”. مشيراً إلى أنه من المتوقع جدا أن تغير الدبلوماسية المغربية آلية عملها، بحيث ستزيد من فعاليتها باعتماد دفوعات جديدة أكثر إقناعا وأكثر براغماتية لتشجيع باقي الدولي على حذو المسار الذي سارت عليه الولايات المتحدة الأمريكية.