كشفت مصادرإعلامية إسبانية،أن استبعاد،بابلو ايغليسياس، زعيم حزب بوديموس، النائب الثاني لرئيس الوزراء، لا تقف وراءه الأسباب التي أعلنتها الحكومة الإسبانية على لسان وزيرة الخارجية،أرانشا غونثالث، وكذا وزيرة المالية الناطقة باسم الحكومة، ماريا خيسوس مونتيرو؛ اتفقت فيها الوزيرتان على أن الرغبة في تقليص الوفد يعود إلى أسباب عملية منها ظروف الحجر الصحي وقرار الحكومة أن يقتصر الوفد الرسمي على الوزراء الذين سيوقعون مع نظرائهم المغاربة على مذكرات تعاون.
وأشارت ذات المصادر الإسبانية أن حكومة بيدرو سانشيث،ربما أفشلتمحاولة خطط لها في السر، زعيم بوديموس، كان يمكن أن ينفذها إن سافر إلى المغربوتتسبب في مشكلة
وحسب ذات المصادر،فإن رئاسة الحكومة في مدريد،رصدت اتصالات قام بها مدير ديوان إيغليسياس ،مع عنصر من جبهة البوليساريو بإسبانيا،بحثا فيه إمكانية عقد لقاء بين زعيم بوديموس مع عناصر، ممن يسمون” بوليساريو الداخل” في المغرب.
وأضافت المصادر أن تلك المعلومات، مهما كانت درجة صحتها، أثارت قلقا في أوساط الحزب الاشتراكي العمالي ووزارء الحزب؛ إذ لو حدث ذلك السيناريو؛ كان سيشكل سابقة دبلوماسية لن يقبلها المغرب، ولذلك أقبرت المحاولة في مهدها وقدمت الأعذار التي لم يصدقها الرأي العام الإسباني بالكامل؛على اعتبار أن استصحاب رئيس الوزراء لنائبه الثاني كان مقررا بدليل أن أوساطا من الحكومة سربت الخبر لوكالة “إيفي” الرسمية التي لا تبث خرا من هذا الصنف دون التحري فيه.
وربطت ذات المصادر القرار الحكومي، بالخرجات الكثيرة المتعارضة مع السياق، التي يقوم بها زعيم بوديموس، وخاصة في الخارج ،حين يكون برفقة رئيس الوزراء ،من قبيل ما فعله في بوليفيا ،حين رافق الملك ،فيليبي السادس، لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد، فقد استغل الزعيم، الزيارة وعقد اجتماعات مع جماعات يسارية معارضة للنظام لم ترق سلطات البلاد، ولم يراع فيها ، إيغليسياس، أنه برفقة ملك بلاده.
وأحصت المصادر الإعلامية أخطاء أخرى ارتكبها الزعيم الفوضوي، سببت إحراجا للحكومة واستوجبت توضيحات، من قبيل تدخله في السياسة الخارجية، كما فعل بخصوص نزاع الصحراء المغربية، حين أعرب صراحة عن مساندته لمواقف البوليساريو من النزاع؛ مطالبا الحكومة الإسبانية العمل على الإسراع بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء المغربية؛ لدرجة انه نسب إلى وزيرة الخارجية أنها تعمل جديا من أجل إيفاد مبعوث خاص جديد للأمين العام الأممي نإلى المنطقة لاستئناف مساعيه بين الأطراف المعنية. وهذا خبر لا يعلن عنه بلد قبل الامم المتحدة.
ويتقصد ايغليسياس،من هذه الشطحات غير المستساغة، الإيحاء أنه ليس ديكورا مكملا في الحكومة ،وإنما أنه قوي يعبر بشجاعة وصراحة عن مواقفه التي لا تلتقي أحيانا مع السياسة الخارجية والداخلية للحكومة التي يسيطر عليها الحزب الاشتراكي.
وليس من اثر إيجابي لما يقوم به إيغليسياس، سوى إضعاف الإتلاف الحكومي أمام الرأي العام، وخاصة في نظر أحزاب اليمين التي تترصد أخطاءها؛ وبالتالي فإن زعيم بوديموس، يؤدي دور المعارضة في الحكومة.
إلى ذالك،وفي موقف لافت، نصح حزب “فوكس” اليميني، الحكومة بأن تتجنب ذهاب إيغليسياس إلى المغرب ووصفه بأنه “عنصر خطير” ليس على المغرب بل على حكومة بلاده والنظام الملكي ؛وهذا سبب آخر لأزمة صامتة بين زعيم بوديموس والحزب الاشتراكي الذي صرح أمينه العام، سانشيث، أخيرا أن الملكية في إسبانيا ليست في خطر.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسباني، يحاول أرضاء حليفه غير المستقر حتى لا ينسحب من الحكومة ويكون سببا في إسقاطها، وذلك ريثما ينسج سانشيث تحالفات بديلة مع تشكيلات سياسية أخرى، علما أن الخيارات محدودة وضيقة في وجهه وليس من الوارد الدعوة لانتخابات سابقة لأوانها في ظروف مثل التي تجتازها إسبانيا والعالم.