اعتبرت سفيرة المغرب في إسبانيا، بعض الكلام الذي يروج في إسبانيا، مستفزا لها ولبلدها من خلال التصريحات التي تتهمه بأنه يمارس سياسة ابتزازا في مجال الهجرة،ما يجعل الرأي العام الإسباني يعتقد أنها الصورة الحقيقة لبلد لا يعرفونه كثيرا رغم قصر المسافةبينهما.
ونفت السيدة كريمة بنيعيش في حديث مع وكالة “أوروبا بريس” الإسبانية،أن يكون المغرب انتهازيا، مثلما يؤسفها أن لا يعترف الطرف الأخر بالجهود التي يبذلها بلدها حيالجيرانه في الشمال والجنوب، وكذا على الصعيد الإقليمي،من اجل تحقيق تنميته،معترفة أن الطريق للوصول إلى كافة الأهداف ليس قصيرا، وأول من يعترف بذلك،هو عاهل البلادالملك محمد السادس.
وأوضحت الدبلوماسية المغربية أنها ليست بصدد أصدار أحكام على تصريحات ومواقف حزب من الأحزاب الإسبانية،كما لا تريد الدخول في نقاش داخلي بجارة المغرب،ذلك أن دورها كسفيرة محصور في تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة ؛ مبرزة أن العلاقات مع الحكومة الاشتراكية جيدة،مثلما كانت عليه منذ عقود، وتزداد متانة سواء في ظل الحكومة الاشتراكية أو مع وجود الحزب الشعبي المعارض فب السلطة
وأشارت السفيرة التي تعرف إسبانيا جيدا وشبه الجزيرة الإيبيرية،كونها من أم إسبانية وسفيرة سابقة بلشبونة،إلى أن التعاون المشترك بلغ مستوى من النضج بحيث عندما يطرأ أي مشكل بين الطرفين، يتم تفضيل أسلوب الحوار والتشاور وسيلة لحله.
واستبعدت سفيرة المغرب،وجود قضايا من شأنها التأثير على أشغال اللجنة العليا المشتركة المقررة يوم 17 من الشهر الجاري بالرباط،موضحة أنها ستكون مناسبة لدفع العلاقات بين الرباط ومدريد من خلال توقيع اتفاقيات جديدة في مجالات مختلفة؛مبرزة أن إطار التعاون الثنائي، يتعدى مجالات الهجرة ومحاربة اٍلإرهاب والمخدرات، رغم أنها ملفات تعد ركيزة أساسية في منظومة التعاون المشترك…
وعددت السفيرة أوجه التعاون بين البلدين، مركزة على حضور الاستثمارات والمقاولات الإسبانية في المغرب التي يتجاوز عددها الألف، وسيتم بحث تقويتها خلال الندوة المشتركة بين رجال أعمال البلدين،على هامش أشغال اللجنة العليا بالرباط.
وعلى الصعيد التربوي ذكرت، بنيعيش،أن حوالي 80 ألف متعلم،يلقنون اللغة الإسبانية في المغرب، سواء في معاهد “ثرفانتىيس” التابعة للدولة الإسبانية، أو في النظام التعليمي المغربي الرسمي.
وقالت أنها فخورة بالجالية المغربية في إسبانيا التي لاحظت أنها لا تذكر إلا بالسلب حين تثار قضايا معينة، ينسى من يثيرونها أنها الجالية الثانية بين كل الجاليات ،الملتزمة بأداء أقساط مساهماتها لدى صناديق الضمان الاجتماعي.
وفي معرض حديثها عن الإنجازات التي تحققت في المغرب؛ أشارت إلى أن بلادها يقع في منطقة ملتهبة، يؤمن بإسلام معتدل ومنفتح،وهو منخرط في عمليات التصدي للإرهاب ومافيات الهجرة السرية،يقوم بذلك معتمداعلى وسائله الخاصة، وهو يراقب شواطئ ممتدة على طول يصل إلى 3500 كلم.
وكشفت السفيرة أن اقفال الحدود المصطنعة بين سبتة ومليلية تعود لأسباب صحية بالدرجة الأولى ،بدليل أن المبادلات التجارية لم تتوقف مع إسبانيا، لكنها اشارت إلى أن اللجنة العليا المشترك ستؤسس، ما بعد الكوفيد، لصفحة جديدة في الروابط بين المغرب والثغرين المحتلين، دون أن تعطي توضيحات أكثر.
وختمت بالقول متوجهة إلى الراي العام في جارة المغرب الشمالية: إنها يجب التخلي عن النظر إلى أي منشأة اقتصادية يشيدها المغرب على أساس انها منافسة لمصالح إسبانيا، مستشهدة بمثال ميناء طنجة المتوسط الذي انتقد كونها يشكل منافسة ضارة بميناء الجزيرة الخضراء، مضيفة ان التعاون والتكامل بينهما قائم حاليا لما فيه مصلحة الطرفين.
إلى ذلك يتضح من حديث السفيرة أن موعد اللجنة العليا ما زال قائما وكذلك زيارة رئيس الوزراء الإسباني للرباط.