في وقت استقبل فيه معبر الكركرات الحدودي، قادة الأحزاب السياسية الوطنية، وعددا من الإعلاميين والفاعلين في مجالات مختلفة، الذين أبوا إلا أن يدعموا التحركات المغربية السلمية بتوجيهات من الملك محمد السادس، تواصل بلادنا، تحقيق إنجازات كبرى على مستوى ملف الوحدة الترابية، آخرها قرار البحرين، فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون.
وتعد هذه الأحداث المتتالية والمتسارعة، ثمرة صبر دبلوماسي وعمل دؤوب امتد لسنوات، أمام إخفاقات بالجملة، يسجلها خصوم المملكة.
محمد بودن الأكاديمي والمحلل السياسي، أكد في تصريح لـ”مشاهد24”، تفاعلا مع التطورات الإيجابية في ملف الوحدة الترابية، أن مرحلة ما بعد فتح معبر الكركرات، حبلى بما فيه خير للمملكة ولعلاقاتها الثنائية مع موريتانيا بشكل خاص، ولمنطقة الصحراء وإفريقيا، بشكل عام.
واستدل على ذلك، بانسيابية الحركة التجارية بين الشمال والجنوب، مباشرة بعد فتح القوات المسلحة الملكية، لمعبر الكركرات، وعودة الأمن والآمان للمنطقة التي كانت تخال جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، أنها تتحكم في سكونها وحركتها.
وتوقع بودن، ارتفاع تدفق السلع بشكل غير مسبوق، وكذا حركية الأشخاص على مستوى المعبر، لأغراض علاجية وتعليمية، ”حتى الترابط العائلي والصلة بين أبناء الصحراء المغربية وساكنة الشمال الموريتاني، ستتأثر إيجابا بعد تأمين المنطقة” يردف مضيفا.
وتوقف المحلل، ضمن نفس التصريح، عند التهديدات الكبرى التي تواجه المعابر، مبرزا أن مصدرها يكون غالبا الجماعات المسلحة والقراصنة، “لكن فيما يتعلق بالكركرات، المسألة مركبة نوعا ما، حيث إن الجماعة المسلحة، قامت بعمل مزعزع للاستقرار بدعم من دولة، وهذا يتنافى مع تعهدات هذه الأخيرة، باحترام مقاصد الأمم المتحدة المتعلقة بالسلم والأمن” على حد تعبيره.
وسجل أن الدولة داعمة ”البوليساريو”، قامت بعملية انتحارية، لكونها لم تنجح في جلب الحركة لمعبر ”تندوف شوم” الذي تمر منه خمس شاحنات على الأكثر، بينما يؤمن معبر الكركرات، يوميا، حركة حوالي 100 شاحنة، تتجه جنوبا من المغرب، و20 شاحنة، تنطلق من أوروبا، فضلا عن شاحنات قادمة من موريتانيا وغرب إفريقيا.
وشدد على أن الأداء الوظيفي لأغلب المعابر البينية في غرب إفريقيا، سيتأثر إذا لم يقم معبر الكركرات بوظيفته كاملة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي، يدرك ذلك جيدا.
وربط المحلل السياسي، الأمن القومي لموريتانيا وعدد من دول غرب إفريقيا بأمن معبر الكركرات، حيث أكد في هذا الصدد، أن أسواقها تأثرت بإغلاقه لمدة ثلاثة أسابيع فقط.
وعلى مستوى العلاقات المغربية الموريتانية، فاعتبر أن الاتصال الذي أجراه الملك محمد السادس، مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، قبل أيام، أشر على مستقبلها الواعد، في ظل روابط ثقافية واجتماعية متينة، كما استحضر معاهدة الأخوة وحسن الجوار والتعاون التي تربط البلدين منذ 1970.
ولفت الانتباه إلى أن الارتقاء بالشراكة الاقتصادية بين البلدين، يتأتى بالتفكير في منطقة تجارية صناعية مشتركة على الحدود، أو بصيغة لوجستية، توفر ريادة الأعمال ومناصب الشغل للشباب وتستهدف أسواق جديدة، بالموازاة مع الانخراط بفعالية في اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية.
من جهة أخرى، تطرق بودن، إلى أهمية التنسيق الأمني، لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمنطقة الساحل والصحراء.