قال عبد الفتاح الفاتحي، الخبير المهتم بقضايا الساحل والصحراء، ومدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، إن إعلان جمهورية هايتي فتح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة كأول بلد من أمريكا الشمالية، فيه دعم آخر لتأكيد السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن فتح قنصلية جديدة، يعكس تسارع وثيرة فتح القنصليات، ويعطي انطباعا بأن الآلة الدبلوماسية المغربية غير آبهة بحملة التهديد التي يقوم بها خصوم الوحدة الترابية.
ويعتقد المتحدث، أن إعلان فتح هايتي لقنصليتها سيضيق الخناق أكثر على مواقف خصوم الوحدة الترابية، بل وسيزيد مناوراتهم إرهاقا، سيما أن مسألة فتح القنصليات يتزايد بشكل مضطرد ووفق مقتضى أحكام الاتفاقية الدولية لفينا سنة 1963 التي تنظم العمل الدبلوماسي والقنصلي.
واستطرد الخبير المغربي بالقول: “إن فتح قنصلية البلد الكاريبي كأول بلد غير عربي وغير إفريقي بمدينة الداخلة؛ رسالة مفادها أن الأقاليم الجنوبية ستشهد المزيد من القنصليات، بل إن من شأن ذلك أن يخلق تنافسا دوليا لحجز موقع لعملها القنصلي والدبلوماسي بهذه المناطق تحسبا لما ستعرف المنطقة من مشاريع اقتصادية كبيرة”.
ووفق الفاتحي، فإن ما سبق أن استصغرته الخصوم من تأثير هذه الخطوة (فتح القنصليات)، التي بدأت صغيرة ومحدودة العدد، فإنها تتوسع بشكل غير متوقع، مما يزيد سيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية بشكل راسخ.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أعلنت أول أمس الثلاثاء، أن جمهورية هايتي قررت فتح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة.
وقالت الوزارة، في بلاغ حينها، إن وزير الشؤون الخارجية بجمهورية هايتي أعرب، في رسالة موجهة إلى نظيره المغربي، عن رغبة بلاده في “فتح قنصلية عامة تحتضنها مدينة الداخلة، بجنوب المملكة المغربية”.
وبذلك يكون هذا البلد الكاريبي أول بلد غير عربي وغير إفريقي يفتتح قنصلية بالصحراء المغربية.