سجلت الجالية المغربية المقيمة في إقليم كاتالونيا الإسباني، حضورا وطنيا قويا وإعجابا لدى الرأي العام الإسباني؛ من خلال التظاهرة الحاشدة التي دعا إليها النسيج الجمعوي المغربي الفاعل في المنطقة، وتحديدا في مدينة “طراغونا” حيث نظمت التظاهرة مساء أمس الثلاثاء التي تجاوز عدد المشاركين فيها الألف، تميزت بالسلمية وحماس المغاربة الذين جاءوا من مدن كاتالانية أخرى، أطرها أكثر من خمسين من عناصر الأمن الإسباني.
وهتف المشاركون بشعارات تنديد بممارسات الانفصاليين، سواء في منطقة “الكركرات” أو في إسبانيا حيث اعتادوا ترويج الأكاذيب، لكن وجودهم ضعف كثيرا وانحسر، بالنظر إلى إطلاع الأسبان على الحقائق الأساسية الكامنة وراء ملف الصحراء، وخاصة أبعاد مطامع الهيمنة التي تسعى الجزائر إلى بسطها من خلال مجموعات من الانفصاليين، يتسببون في معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف المحاصرة، بالبؤس والوهم.
وأنشد المغاربة، من مختلف الأجيال والأعمار، أغاني وأناشيد وطنية مؤثرة، إحياء لذكرى المسيرة الخضراء التي استعاد المغرب بفضلها الأراضي التي كانت تحتلها إسبانيا في الجنوب.
وإضافة إلى النشيد الوطني الذي ملأ جنبات ساحة “طراكو” وهي الأهم في قلب مدينة”طراغونا” استمع الحاضرون أيضا إلى مقطوعات موسيقية استقرت في وجدان المغاربة وذاكرتهم مثل أغنية “العيون عينيا” وصوت الحسن ينادي؛ وترددت هتافات باسم الملك الراحل الحسن الثاني، وعاهلنا الملك محمد السادس، داعين له بالنصر والتوفيق، عبر مكبرات الصوت التي ركبت في النقاط المحورية بالساحة.
ووصف شاهد، تابع الوقفة الاحتجاجية بأنها كانت قمة في المواطنة وحسن التنظيم، عكست الانتماء القوي لمغاربة إسبانيا لوطنهم ودفاعهم عن قضاياه العادلة كما أشرت على بروز الجيل الجديد من المغاربة الواعين والمندمجين في المجتمع الإسباني.
إلى ذلك أعطت الوقفة، درسا بليغا لمرتزقة البوليساريو، الحالمين بجمهورية الوهم؛ وأبانت للمجتمع الإسباني مدى تعلق المغاربة بملكهم ووطنهم وضمنه الصحراء التي لن تتجزأ منه وعنه.
وفضلا عن الإبعاد الوطنية والسياسية المحققة ،اعتبر ملاحظون مغاربة وإسبان، الحدث سهرة فنية ناجحة بكل المقاييس، سادها الانضباط والبهجة؛ وليس أدل على ذلك من حضور عدد من المواطنين الأسبان الكاتالانيين وفي مقدمتهم ممثلون عن الأحزاب الرئيسة في البلاد: الحزب الاشتراكي العمالي والشعبي وكدا مواطنون (ثيودادانونس).