فتحت عملية تأمين معبر الكركرات التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، يوم 13 نونبر الحالي، أفقا جديدا بمنطقة حدودية بين المملكة وموريتانيا، بل أكثر من ذلك، أنهت عهد ”بلطجة”، هدد سلامة الأشخاص وعرقل حركة السلع لعقود من الزمن.
ولأن العملية، كانت سلمية وتمت في احترام تام للسلطات المخولة لبلادنا، فإن قيادات دول وحكومات ومنظمات وهيئات عالمية، ما تزال تشيد بها وتعتبرها تحركا مناسبا في وقت مناسب، سيحقق الحل الأنسب للمنطقة.
في هذا السياق، أجرى ”مشاهد24”، حوارا مع كريم عايش عضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، لتسليط الضوء على مرحلة ما بعد فتح المعبر واستئناف الحركة التجارية.
كيف تتابع من موقعك تطورات الكركرات بعد مرور أيام على عملية تأمين المعبر ؟
العملية التي باشرتها القوات المسلحة الملكية، في إطار السلمية والانسجام مع الشرعية الدولية، كانت بمثابة عملية تنظيف لمنطقة الكركرات، من عناصر إجرامية تابعة لجبهة ”البوليساريو” الانفصالية. وتأمين العبور بانتشار القوات، على كامل منطقة الحدود الجنوبية، لم يكن إيجابيا للمعبر فقط بل للحدود ككل، حيث بعد سنوات من حالة فوضى، نعيش اليوم، مرحلة استتباب الأمن ومحاربة الجريمة المنظمة وأيضا تأمين كل المنافذ الجنوبية للصحراء المغربية.
وهنا لا بد أن أسطر على أن تحرك القوات المسلحة الملكية، بتعليمات من الملك محمد السادس، رسم واقعا جديدا بالمنطقة، في وقت كانت توهم فيه الجبهة الانفصالية وداعميها، بأن ذلك ضرب من ضروب الخيال.
وثقت وسائل الإعلام تنفس تجار الصعداء بتأمين المعبر ما تعليقك على ذلك ؟
التجار والسائقون الذين يسلكون هذا المعبر، كانوا يواجهون يوميا ”ميليشيات”، لا منطق لها سوى العنف والإجرام، تعرضوا لابتزاز وتهديد، والمغرب أنهى مسلسل الرعب، بالتالي لا يمكن إلا أن يتنفسوا الصعداء ويحيوا جنود الوطن.
أي أثر لعملية الكركرات على سلاسة الحركة التجارية ؟
المعبر الحدودي، مشيد على الطريق الوطنية رقم 1، يصل المغرب، بطريق نواذيبو السيار أو طريق موريتانيا الوطنية رقم 2 والتي تمتد إلى نواكشوط جنوبا، ما يعني أنه معبر حيوي يعرف حركة تجارية دؤوبة، ومن شأن تأمينه وإبعاد العناصر المشاغبة عنه، أن يسهل نقل السلع وينهي فترة الغلاء.
وينبغي الإشارة إلى أن الشعب الموريتاني، تكبد ارتفاع أسعار البضائع والسلع الأساسية لفترة طويلة، بسبب أن البلاد، ظلت أمام بلطجة ”البوليساريو”، رهينة المواد القادمة من الجزائر، طريق ”تندوف ازويرات”، ”لكن هذه مسألة غير مجدية، حيث الاقتصاد الجزائري، بدوره ضعيف ويعاني قلة الموارد الزراعية والفلاحية”.
بكل وضوح، خطوة المغرب، أنقذت الأسواق الموريتانية، ومعها الحكومة، التي وقفت مكتوفة الأيدي أمام استفزازات البوليساريو.
إلى أي حد سيساهم فتح المعبر في التقريب بين المغرب وموريتانيا؟
الملك محمد السادس، بادر مباشرة بعد فتح المعبر، إلى التواصل مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وهي الخطوة التي تؤكد أن العلاقات بين المغرب وموريتانيا، ستتعزز على مختلف الأصعدة، بل ستمر إلى السرعة القصوى، وهذا سيعود بالنفع على الشعبين ومنطقة الصحراء ككل.
وبالعودة إلى الوراء، سنجد أن الأقاليم الجنوبية للمملكة، عرفت تطورات جذرية في فترة قصيرة، باعتماد مقاربة تنموية منحتها بنيات مهمة، كذلك بناء مسجد بالكركرات وتعبيد الطرقات، يحملان في طياتهما، مستقبل مشاريع صناعية، تجعل المنطقة من أحد أهم الأقطاب الاقتصادية فيما يخص النقل واللوجستيك، وتحويلها إلى حلقة ربط بين المغرب وموريتانيا، في أفق تحقيق توسع اقتصادي، يضم دولا أخرى وفق مقاربة اندماجية إقليمية، قد تستغني عن اتحاد المغرب العربي الميت وتؤسس لاتحاد إقليمي غرب القارة الإفريقية.