تخلد المملكة، اليوم الأربعاء 18 نونبر 2020، الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال، في ظل إنجازات مهمة بشتى المجالات، وانتصارات على خصوم الوحدة الترابية، أمام أنظار العالم.
وتشهد على الإنجازات المحققة في المجال الاقتصادي، من تطور في صناعة السيارات والطائرات، وريادة في الطاقات المتجددة، وتقدم في التصدير بجودة عالية وبعلامة ”مايد إن موروكو” الذائعة الصيت، أهم الدول في جميع القارات.
وللتطور في المجال الاقتصادي، انعكاس على المجال الاجتماعي، حيث وفرت البنيات الصناعية، فرص عمل جديدة للشباب، خصوصا بالمناطق الصناعية في مدن الدار البيضاء والقنيطرة وطنجة.
من جهة أخرى، عمل النموذج التنموي الجديد، على تقليص الفوارق الاجتماعية والجهوية، كما أن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش لهذه السنة، كان إعلانا لانطلاقة عملية تعميم التغطية الاجتماعية لجميع المغاربة.
أما المجال الحقوقي، فراكمت فيه بلادنا طوال ستة عقود وخمس سنوات، مكتسبات مهمة، يجسدها دستور سنة 2011، الذي وصف بـ”دستور الحقوق”، لكونه يضمن للمواطنين المغاربة، الحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
وتعترف التنظيمات الدولية، بكون المغرب، قطع شوطا مهما في المجال الحقوقي، خصوصا ما يتعلق بحرية التعبير، كما تسطر على الفارق الكبير بينه وبين دول مجاورة، ما زال مواطنوها يواجهون صعوبات في المطالبة بأبسط الحقوق.
والحديث عن المجال الحقوقي، يقود لاستحضار إنجازات المجال السياسي ببلادنا، منذ أن ولى عهد الاستعمار، والتي يعد أبرز معالمها، إشراك القوى الحية في إدارة الشأن العام.
وهذا الإشراك والإنصات المتواصل من طرف أعلى سلطة في البلاد، لصوت الشارع، جعلا المملكة، استثناء في منطقة عربية وإفريقية، عرفت الكثير من التحولات والغليان.
كل هاته الإنجازات في كفة، والتقدم الذي تحقق في ملف الوحدة الترابية، في كفة أخرى، إذ انكشف بجلاء للعالم بأسره، وحتى الدول التي تغمض عينها عمدا عن الحقيقة، أن قضية المغرب، رابحة.
وبفضل مسار ترافع طويل خلال عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والالتزام بقرارات الأمم المتحدة، والتحلي بضبط النفس، ونهج دبلوماسية المبادرات التي يقودها الملك محمد السادس، دخل الكيان الوهمي ”البوليساريو”، مرحلة الانهيار.
وتعد عملية الكركرات التي باشرتها القوات المسلحة الملكية، نهاية الأسبوع الماضي، لوقف استفزازات ”البوليساريو” وأعمالها التخريبية بالمعبر الحدودي الحيوي، الحدث الذي سيعجل لا محالة بتلاشي هذه الأخيرة وداعميها، ويعيد الأمور إلى نصابها بالصحراء المغربية التي قال عنها الملك محمد السادس، ”المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها”.