قال الخبير العسكري المغربي عبد الرحمان المكاوي، إن تدخل القوات المسلحة الملكية بمنطقة الكركرات، اليوم الجمعة، لفرض الأمن وضمان حرية التنقل بهذا المعبر الحيوي، يتسم بالشرعية ويأتي انسجاما مع الحقوق المشروعة للمملكة.
وأضاف المكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن هذه الخطوة الحازمة جاءت بعد أن استنفذت المملكة جميع الطرق القانونية، وعقب تصاعد الاستفزازات الخطيرة الصادرة عن جبهة “البوليساريو” الانفصالية بالمنطقة.
وشدد الخبير العسكري على أن الجبهة الانفصالية وبدعم من الجزائر خرقت لأكثر من 20 يوما القرارات الأممية ونداءات الأمين العام للأمم المتحدة، لافتاً أن المغرب لم يكن أمامه خيار آخر سوى التدخل الحازم، في ظل إصرار ميليشيات “البوليساريو” على إغلاق المعبر مثل قطاع الطرق وعدم الإنصات للمناشدات الدولية.
واستطرد المتحدث بالقول: “بعد تبني ما يسمى بوزير الدفاع عبد الله لحبيب إغلاق معبر الكركرات والتوجه صوب المحيط الأطلسي بحرية، أصبحت البوليساريو بهذا الفعل تخرق اتفاقية وقف إطلاق النار”. مشدداً على أن القوات المسلحة الملكية المغربية ستقف سداً منيعاً ضد أي استفزازات بالمنطقة.
وأضاف المكاوي أن جبهة “البوليساريو” ومنذ سنة 2016 ضاعفت تحركاتها الخطيرة وغير المقبولة بالكركرات، في انتهاك صارخ للاتفاقات العسكرية.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد أكدت صباح يوم الجمعة، بـ”أنه أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة للكركارات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام للسلطات المخولة له، وذلك بمقتضى واجباته وفي انسجام تام مع الشرعية الدولية”.
وأكدت الوزارة، في بلاغ لها، أنه بعد أن التزمت بأكبر قدر من ضبط النفس أمام استفزازات ميليشيات “البوليساريو”، “لم يكن أمام المملكة المغربية من خيار آخر سوى تحمل مسؤولياتها من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري”.
وذكرت الوزارة أن “البوليساريو” وميليشياتها، التي تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر 2020، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين للمينورسو، موضحة أن هذه التحركات الموثقة تشكل بحق أعمالا متعمدة لزعزعة الاستقرار وتغيير الوضع بالمنطقة، وتمثل انتهاكا للاتفاقات العسكرية، وتهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار.