انقلب سحر جبهة ”البوليساريو” الوهمية، عليها أمام أنظار العالم، إذ بعدما كانت تنصب فخاخا للمملكة، من خلال استفزازاتها المستمرة بالمنطقة العازلة للكركرات، فرت مليشياتها، إثر أول تدخل للقوات المسلحة الملكية، لوقف عرقلة المحور الطرقي وتأمين تدفق السلع والأفراد.
وبعدما وجدت نفسها في موقف ضعف، أمام تحرك الجيش المغربي، الذي تم وفق قواعد التزام واضحة تحمي الأشخاص المدنيين، لجأت الجبهة الانفصالية، إلى ترويج صور وفيديوهات مفبركة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، موردة عبر ”أبواقها”، أنها توثق لانتصار لا يوجد إلا ضمن أوهامها.
كريم عايش المحلل السياسي وعضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، سجل في حديث لـ”مشاهد24”، أن ما شهدته المنطقة العازلة للكركرات اليوم، يكشف تشتت البوليساريو، قيادة ومساندين، مبرزا أن تمكن القوات المسلحة الملكية، من طرد ميليشياتها، دونما حاجة لاستعمال الذخيرة والسلاح، أكبر دليل على فشلها وبلوغها أقصى درجات الحضيض.
وأضاف أن البوليساريو، باعتبارها جماعة إرهابية، تعتمد على حرب العصابات واستخدام أشخاص مدنيين، لإرهاب الأبرياء من سائقين ومساعديهم وتجار، ومنع حركة التنقل وسرقة السلع والمعدات، وكذا فرض حصار اقتصادي وتجاري على موريتانيا، صارت تضم عناصر بحالة نفسية وسلوكية مضطربة، مردفا ”نحن أمام عصابات تختفي وتهرب عند اقتراب حماة القانون، بل وتسابق الريح هربا”.
وفيما يتعلق بترويج صور وفيديوهات مفبركة، أشار عايش، إلى أن الأمر ليس غريبا، مبرزا أن الآلة الإعلامية التضليلية للبوليساريو، ومعها بعض الأبواق بالجارة الشرقية، تعمد إلى الترويج لوقائع وأحداث وصور، لا علاقة لها بما يحدث بالمنطقة.
من جهة أخرى، سلط المحلل السياسي، الضوء على الخطوات التي اتخذتها المملكة بالمنطقة العازلة للكركرات، لحماية أرواح الأبرياء، موضحا أنه رغم أعمال التخريب والنهب وقطع الطرقات التي نهجتها عناصر مسلحة تابعة للبوليساريو، والتي تخرق قواعد القانون المدني والدولي، وصارت تصنف ضمن الجرائم الجنائية والإرهابية العابرة للحدود، نهجت بلادنا، سياسة ضبط النفس.
واستحضر في هذا السياق، التنسيق المغربي، مع مجلس الأمن، عبر الدول الدائمة العضوية وكذا قوات حفظ السلام المينورسو، قصد التبليغ عن الجرائم والمطالبة بالتدخل الأممي، لفرض احترام القانون وطرد المخربين.
وشدد على أن المغرب، كان في إطار الشرعية القانونية والسيادية التي يتمتع بها على معابره الحدودية، قادرا على استعمال كل الوسائل والسبل لضمان استتباب الأمن، وحفظ وضمان سلامة الأفراد والسلع والآليات، والحيلولة دون تحول الكركرات، إلى بؤرة إرهاب، لكنه لم يستعجل ذلك.
وفي ختام حديثه، سطر كريم عايش، على أهمية القرار الأممي رقم 2548، القاضي بضرورة إحصاء سكان المخيمات وإثبات هويتهم وسكناهم جنوب الجزائر، ”حتى يتمكن المطالبون بالحقوق المدنية، من السير قدما، في إجراءات التعويض عن الضرر”.
جدير بالذكر أن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، كشفت اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة الملكية، أقامت ليلة الخميس الجمعة، حزاما أمنيا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات، التي تربط المغرب بموريتانيا.
وأوضحت في بلاغ لها، أنه ”على إثر قيام نحو ستين شخصا مؤطرين من قبل ميليشيات مسلحة لـ”البوليساريو” بعرقلة المحور الطرقي العابر للمنطقة العازلة للكركرات التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومنع الحق في المرور، أقامت القوات المسلحة الملكية، حزاما أمنيا بهدف تأمين تدفق السلع والأفراد عبر هذا المحور”.
وشدد البلاغ على أن العملية التي ليست لها نوايا عدوانية، ”تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي”.