“الإمارات أول دولة عربية تعلن افتتاح قنصلية عامة بمدينة العيون”.. تصدر هذا العنوان البارز طيلة الساعات الماضية عناوين الصحف والمواقع الإخبارية العربية والمغربية، فالحدث الذي أعلن عنه الديوان الملكي، أمس الثلاثاء، يحمل بين طياته العديد من الدلالات السياسية.
ويأتي هذا القرار الهام، في الوقت الذي يتزايد فيه يوما عن يوم اعتراف الدول بسيادة المغرب على صحرائه.
وحيال ذلك، قال الدكتور محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح لـ”مشاهد24″ إن هذه الخطوة ستعيد الدفء إلى العلاقات المغربية الإماراتية والتي شهدت بعض الهزات، مشيراً إلى أن الرباط وأبوظبي يجمعهما روابط تاريخية وإنسانية واستراتيجية.
وأضاف زين الدين قائلا: “نحن الآن أمام منعطف جديد للعلاقات الثنائية”، مؤكداً أن ذلك سيكون “مفتاحا لتدشين قنصليات عربية أخرى بالصحراء المغربية في القريب العاجل”.
واعتبر المحلل السياسي أن هذا الحدث يعد انتصارا دبلوماسيا للمغرب فيما يتعلق بسيادته على الصحراء المغربية، كما يعد صفعة قوية لخصوم المملكة وفي مقدمتهم الجزائر وجبهة “البوليساريو”.
وفي تفسيره لخلفيات هذا القرار ودلالاته، أكد المتحدث أن مصالح المغرب تهم دول الخليج وبالتالي الافتتاح المرتقب لقنصلية الإمارات بمدينة العيون سعيد المغرب بقوة إلى المحور الخليجي، وذلك على اعتبار أن المملكة تعد صمام أمان لدول الخليج.
وأردف زين الدين أن “المغرب أثبت فعاليته في أمن المنطقة المهددة بمخاطر عديدة أبرزها تزايد الأطماع التركية والإيرانية”. مذكرا بحياد المغرب الإيجابي إزاء “الأزمة الخليجية” بين قطر وبعض دول الخليج.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية أن “توقيت الإعلان عن افتتاح القنصلية بالعيون يحمل في حد ذاته مجموعة من الدلالات، فهو يتزامن مع ذكرى المسيرة الخضراء، والتي شارك فيها وفد كبير من دولة الإمارات”، مؤكداً أن “ما يجمع المغرب مع دول الخليج أكثر مما يفرقها”.