خطت المملكة، خلال شهر أكتوبر الحالي، خطى واثقة في مسار كسب المزيد من الأصدقاء داخل القارة الإفريقية، وحصد دعمهم لمغربية الصحراء، ما يشكل ضربة من العيار الثقيل لخصوم الوحدة الترابية.
ووسط ارتباك الخصوم وتخبطهم في الأوهام، شهدت الأقاليم الجنوبية، افتتاح قنصليات مجموعة من الدول الإفريقية، آخرها مملكة إسواتيني وجمهورية زامبيا.
ولم يمر افتتاح قنصليتي إسواتيني وزامبيا، بمدينة العيون تحديدا، مرور الكرام، بل حضره كبار مسؤولي البلدين، وتحدثت عنه أهم المنابر الإعلامية.
المحلل السياسي محمد بودن، أكد في حديث لـ”مشاهد24”، أن افتتاح قنصليتين جديدتين بالعيون، لكل من مملكة إسواتيني وجمهورية زامبيا، حدث بارز لعدة اعتبارات، مشيرا إلى أنه حلقة مهمة ضمن مسلسل القضاء على البطولات الوهمية لأعداء المغرب وتقزيم حجمهم أمام المجتمع الدولي.
وأوضح أن مملكة إسواتيني وجمهورية زامبيا، تعدان دولتان مهمتان بمنطقة إفريقيا الأنكلوسكسونية ”الناطقة بالإنجليزية”، وكذا بتجمع ”سادك”، ”ما يعني أن المغرب، حقق اختراقا مهما لإفريقيا الأنكلوسكسونية” حسب تعبيره.
وأضاف أن أهمية الحدث، تتمثل أيضا في كون تشكيل محاور بين الرباط ولوساكا عاصمة زامبيا، وبين الرباط ومبابان عاصمة إسواتيني، سيعزز التواصل بين شمال القارة وجنوبها، مشيرا إلى أن دول القارة، تتتبع التطورات الحاصلة، وتزداد يقينا بأن المغرب، هو صاحب الأرض وسيدافع عن وحدته الترابية بكل الوسائل التي يتيحها له القانون والأعراف الدولية.
من جهة أخرى، سجل بودن، أن فتح 15 بلدا لقنصليات عامة بالعيون والداخلة، هو من ثمار الصبر الاستراتيجي للمغرب، و”بالتأكيد سيزيد من رحابة النافذة الدبلوماسية التي ستستقبل تمثيليات دول أخرى من خارج المجموعة الإفريقية، وكذلك ستنضم دول من إفريقيا إلى هذا المسار الذي أضاف لبنة جديدة، للعوامل التاريخية والقانونية والواقعية التي تصب في مغربية الصحراء” يردف مشددا.
وتطرق المحلل السياسي، إلى المكانة البارزة التي صارت تحظى بها بلادنا بالقارة الإفريقية، خصوصا بعد العودة للاتحاد الإفريقي، لافتا الانتباه إلى أنه ليست هنالك أسرار أو وصفة سحرية وإنما عمل ميداني جبار، أهم أعمدته دبلوماسية المبادرات التي يقودها الملك محمد السادس، فضلا عن رصيد الثقة، النابع من الالتزام بالوعود والاتفاقات.