شكل نجاح الحوار الليبي بالمغرب صدمة جديدة للجارة الجزائر، حيث تحول المغرب إلى مركز موثوق به لدى مختلف الجهات الليبية، بعد التفاهمات، التي أفرزتها لقاءات مدينة بوزنيقة، والتي تشكل امتدادا لاتفاق الصخيرات الموقع سنة 2015.
وقد أصاب فتح تفعيل المفاوضات بين الأطراف الليبية مرة جديدة، من بوابة المغرب، الجارة الشرقية بالسعار، حيث خرج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مقابلة نشرتها أمس الأربعاء صحيفة “لوبينيون” (L’opinion) الفرنسية، بتصريحات، يحاول من خلالها، “التّشويش” على المبادرات المغربية لحل الأزمة الليبية.
وفي هذا الصدد، ادعى تبون أن “التحركات الدبلوماسية بشأن الأزمة الليبية كمن يعطي مهدئات لجسد متقدم في المرض”، مضيفا أن الحل هو “إجراء انتخابات تبني مؤسسات جديدة، ودستور يضمن التوازنات السياسية”.
تصريح تبون هذا يتنافى تماما مع رأي الفرقاء الليبيين أنفسهم، الذين أكدوا على أن جلسات الحوار بالمغرب تشكل رصيداً يمكن البناء عليه للخروج بالبلاد إلى الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي.
وقد مكنت تلك الجلسات، بإجماع دولي، في المساهمة في بناء الثقة من جديد بين طرفي النزاع، وإبراز أفضلية الحل السياسي على الحلول الأخرى، وتطوير أرضية مشتركة بين الطرفين تنطلق من النوايا ثم التفاهمات وبعدها الالتزامات.