جاء في الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب التذكير بما تعبر عنه تلك الثورة حيث:
اجتماع واتفاق الإرادة الملكية والشعبية في غشت 1953 لرفض مخططات الإستعمار صنع ملحمة الاستقلال والسيادة.
واجتماع واتفاق الإرادتين اليوم كان العامل الأساس في مواجهة وباء كورونا في المراحل الأولى وهو ما أدى إلى نتائج إيجابية ونال إعجاب الكثيرين على الصعيد العالمي. فقد تحملت الدولة أعباء كثيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وتحمل المغاربة مسؤولية مختلف أشكال التضامن والمسؤولية في الالتزام بالإجراءات الوقائية، فكانت النتيجة إيجابية. غير أن ما رافق تخفيف أو رفع إجراءات الحجر الصحي من تراخ وعدم التزام بالإجراءات الاحترازية الضرورية أدى إلى ما نحن عليه من متاعب، على جميع المستويات، وهو ما يفرض هبة حقيقية لتدارك الموقف قبل فوات الأوان. إذ من شأن اللجنة العلمية المكلفة بوباء كورونا اقتراح العودة إلى فرض الحجر الصحي بل وتشديده أيضًا إذ استمر الوضع في التفاقم.
هذا يعني، يقول جلالة الملك محمد السادس، اننا “لم نكسب بعد، المعركة ضد هذا الوباء، رغم الجهود المبذولة. إنها فترة صعبة و غير مسبوقة بالنسبة للجميع”.
وقد أعرب الملك عن الأسف من تضاعف بشكل غير منطقي بعد رفع الحجر الصحي، لأسباب عديدة.
فهذا ليس وليد الصدفة بل له تفسيره المؤكد وهو تضافر عوامل عديدة في آن واحد:
أولًا، ادعاء البعض “بأن هذا الوباء غير موجود”
ثانيًا اعتقاد البعض الآخر ” بأن رفع الحجر الصحي يعني انتهاء المرض”
ثالثًا تهاون بعض الناس وتراخي البعض وهو ما ليس مقبولًا.
وهنا لا ينبغي نسيان وإنما ينبغي ” التأكيد على أن هذا المرض موجود؛ و من يقول عكس ذلك، فهو لا يضر بنفسه فقط، و إنما يضر أيضا بعائلته وبالآخرين”.
إن عدم احترام التدابير الاحتياطية والوقائية من قبل عدد كبير من الناس
“يتعلق بسلوك غير وطني و لاتضامني. لأن الوطنية تقتضي أولا، الحرص على صحة وسلامة الآخرين؛ ولأن التضامن لا يعني الدعم المادي فقط، وإنما هو قبل كل شيء، الالتزام بعدم نشر العدوى بين الناس”.
إضافة إلى أنهذا السلوك يعاكس مساعي الدولة على مستوى الحد من انتشار الوباء وتقديم الدعم الضروري لمن هم بحاجة إليه كما أبانت عن ذلك خلال هذه الأزمة.
وقد حذر جلالة الملك “بأن هذا الد عم لا يمكن أن يدوم إلى ما لانهاية، لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل و إمكانات” الأمر الذي يعني أن المطلوب من الجميع احترام الإجراءات والتدابير الوقائية لإيقاف تدهور الوضع الصحي الذي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة.
وهو أمر “مؤسف، و لا يبعث على التفاؤل. ومن يقول لك، شعبي العز يز، غير هذه الحقيقة، فهو كاذب”.
وبدون الالتزام الصارم والمسؤول بالتدابير الصحية، سيرتفع عدد المصابين والوفيات، وستصبح المستشفيات غير قادرة على تحمل هذا الوباء، مهما كانت جهود السلطات العمومية، وقطاع الصحة.
ودعا الخطاب الملكي ” كل القوى الوطنية، للتعبئة واليقظة، والانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية و التحسيس وتأطير المجتمع، للتصدي لهذا الوباء”.
إذ من “دون سلوك وطني مثالي و مسؤول، من طرف الجميع، لا يمكن الخروج من هذا الوضع، و لا رفع تحدي محاربة هذا الوباء”.