في محاولة منها لخلق أرضية للحوار، استقبلت المملكة المغربية، أمس الاثنين، عقيلة صالح؛ رئيس البرلمان الليبي، والذي أجرى مباحثات مع كبار المسؤولين بالمغرب حول سبل احتواء الأزمة الليبية وتحقيق الأمن والاستقرار.
وجاء اللقاء بالتزامن مع آخر جمع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشيري، مع رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش، وكذا مع ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية.
ويأتي هذا التحرك الليبي صوب المغرب مع تأزم الحالة الليبية سواء على الصعيد السياسي أو العسكري.
وأكد عقيلة أن زيارته إلى المغرب جاءت لطلب الدعم بشأن مبادرته لحل الأزمة الليبية، بحكم المكانة القوية التي يتميز بها المغرب، داعياً الرباط إلى دعمه في إيجاد حل للأزمة والوصول إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل سلطة تنفيذية جديدة تتولى شؤون البلاد في المرحلة المؤقتة، قبل المرور إلى مرحلة إنجاز الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح الفاتحي مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن الكثير من المبادرات لتجميع الليبين قد فشلت وتبين أن المغرب يبقى الجهة الأنسب التي يمكن لليبيين استغلالها للشروع في مفاوضات تفضي إلى حل.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″ أن رصيد “اتفاق الصخيرات” يبقى وثيقة ذات قوة ولا يمكن تجاوزها، على الأقل للبدء في مفاوضات جديدة.
ويعتقد الخبير المغربي أن تصريحات عقيلة صالح الصادرة خلال المؤتمر الصحفي تضمنت اشتراطات للدخول في أي مفاوضات ليبية، سيما أنه يعتبر اتفاق الصخيرات شرعن “حكومة الوفاق” فقط ولم ينفذ باقي بنوده، وعليه يبقى تحيين الاتفاق ممكن وأن البدء منه أفضل بحيث سيقلل الكثير من المتاعب والمشكلات القانونية والسياسية.
وشدد المتحدث على أن الأزمة الليبية توجد اليوم في النفق المسدود ويبقى أمام المملكة المغربية فرصة سانحة لتدريب نفوذها الجيوسياسي ولاسيما استغلال رصيد مفاوضات الصخيرات لسنة 2015.
واعتبر أن الأساس بالنسبة للمغرب قبول الأطراف الجلوس على طاولة الحوار كما كان الحال في السابق، وأن مدخل الحل سينطلق بدون شروط مسبقة وأن ما يتوصل إليه من رؤية مشفوعة بدعم الأمم المتحدة سيكون أساساً للحل.
وشدد مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية على أن زيارتي عقيلة صالح والمشيري للرباط تؤكد أن المملكة المغربية قادرة على إحداث تغيير في الأزمة الليبية اليوم، وأن الليبيين يحسون بجدية المغرب وحياديته في تدبير وساطة جيدة. مشيراً إلى أن تواجد الطرفين بشكل متزامن في الرباط قد ييسر إمكانية تسطير برنامج عمل للدخول في مفاوضات تقي اللبيبين من الاقتتال.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكد أمس الاثنين بالرباط، في ندوة صحفية مشتركة مع عقيلة صالح، أن اتفاق الصخيرات بين الفرقاء الليبيين بحاجة إلى تطوير وفق تغيُّر الواقع السياسي في ليبيا، وأن المملكة ليس لديها أي مبادرة للشأن الليبي، وهي ضد تعدد المبادرات.
وأضاف بوريطة أن المغرب يرى بأن المبادرة الأساسية لحل الأزمة الليبية هي “المبادرة التي يتفق عليها الليبيون، والمبادرة النابعة من الليبيين أنفسهم”.