قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، إن هناك مؤشرات دالّة ستكشف عن انفرجات متقدمة في العلاقات المغربية الموريتانية. لافتاً أن زيارة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لنواكشط، ستضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات أفق مستوى العلاقات بين البلدين فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتجاري والدبلوماسي وضبط وجهات النظر الثنائية على المستوى الإقليمي.
وأضاف الفاتحي في قراءة خاصة لموقع “مشاهد24” حول هذه الزيارة الهامة التي يجريها بوريطة، أنه و”بالنظر إلى قوة هذه المحاور الجيواستراتيجية المذكورة، فإن وزير الخارجية المغربي سيبحث ترتيبات زيارة ملكية إلى موريتانيا مرتقبة على أساسها تسعى المملكة الاستفادة من مشاريع استراتيجية تعاون جنوب – جنوب، والتي أتمرت توقيع المغرب لأزيد من ألف اتفاقية مع دول إفريقية تحت إشراف الملك محمد السادس واستثنيت منها موريتانيا.
وزاد الخبير المغربي قائلا: إن “موريتانيا تسعى بدورها إلى أن تستدرك نصيبها من مشاريع استراتيجية تعاون جنوب – جنوب لإنعاش واقعها الاقتصادي من جهة، ولتعزيز دورها في تجمع “سين – صاد”، وتقوية دفوعات انتمائها إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ذلك أن موريتانيا تسعى إلى الحصول على عضوية هذا التجمع”.
وتبعاً لهذا التوجه الجيوسياسي نحو التجمعات الإقليمية ذات الطابع الاقتصادي – يردف المتحدث- فإن أساس المناقشات المغربية الموريتانية ستتأسس على سبل ترقية المحور التجاري الدولي الرباط – نواكشوط ولاسيما تعزيز الحماية الأمنية لحركة المرور التجارية في منطقة الكركرات.
وشدد مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، على أنه أمام الطرف المغربي والموريتاني فرصة لتقوية ركيزة علاقتهما الثنائية والتي يبقى أساها المسألة الاقتصادية والتنموية والتي شكلت مظلة حمت العلاقات المغربية الموريتانية رغم بعض الشوائب والأزمات التي اعترتها خلال ولاية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
ويرى الفاتحي أن الطرف الموريتاني اقتنع بأنه من الناحية الاستراتيجية واحتياجات دعم وتعزيز تماسكه الاقتصادي والأمني لا يمكن إلى أن يمر عبر الرؤية الاقتصادية التنموية التي يقترحها النهج التنموي الاقتصادي المغربي بدل الإرتهان إلى الخيار الجزائري السياسي، سيما أن المغرب يتوفر على العديد من المشاريع التنموية التي يقترحها جهويا وإقليميا.
ويتوقع – وفق المتحدث- أن يتباحث الطرفان تفاصيل فتح قنصلية عامة لموريتانيا بالداخلة لإدارة الشؤون الإدارية لعديد من الجالية الموريتانية المقيمة بجهة الصحراء.