حددت وزيرة الخارجية الإسبانية الجديدة “أرانشا غونثالث” الخطوط العامة للنهج الذي سيطبع أداء مهامها على رأس جهاز الدبلوماسية الإسبانية وذلك بعد أسبوعين من التأمل والتفكير في الأنجع والأصلح.
وذكرت تقارير صحافية أن “غونثالث” استكملت هيكلة الوزارة بتعيين مسؤولين جدد للإشراف على الدوائر الأساسية فيها، مطبقة مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء (أربع كتابات دولة) ومراعاة الكفاءة والخبرة في إسناد وتوزيع المسؤوليات.
وتوضح الهيكلة الجديدة التي تختلف عن التي تركها الوزير السابق جوزيب بوريل، أن المنصب الثاني في الوزارة تتولاه السيدة “كريستينا غالاش” ما يشير إلى أن التوجه الاقتصادي سيحتل الصدارة في عمل الوزيرة وفريقها؛ بالنظر إلى المستجدات التي تفرضها العلاقات الدولية وتطور التجارة الخارجية والعالمية.
كما ينسجم ذات التوجه مع اهتمامات وتجربة الوزيرة التي عملت في دوائر دولية مختصة في شؤون المال والاقتصاد وهما محور المنافسة المحتدمة بين الاقتصاديات العريقة والناهضة.وتؤمن الوزيرة في هذا الصدد بالمزاوجة بين المقاربتين الثنائية والمتعددة الأطراف تبعا لطبيعة قضايا التعاون الدولي وإشكالاته؛ ومن هنا يفهم اختيارها للسيدة “غلاش” التي سبق لها أن عملت في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، ضمن فريق الوزير الأسبق، خافيير سولانا، مسئول الأمن والسياسة والخارجية في الاتحاد الأوروبي.
وستعمل الوزيرة وكاتبة الدولة المسئولة عن اكبر قطاع في الوزارة يتمتع بعدة صلاحيات؛ ستعملان معا على استعادة الحضور الدبلوماسي لإسبانيا في الفضاء الدولي وخاصة الأوروبي الذي تضرر (الحضور) بالأزمات السياسية المتلاحقة في الداخل حالت دون الاستقرار الحكومي في إسبانيا.
وسيظل قصر، لامنكلوا (رئاسة الحكومة) شريكا وموجها للوزيرة في معالجة ومباشرة ملفات السياسة الخارجية التقليدية حيث تتداخل فيها، كما في جميع الدول، مصالح الأمن والجيش والاستخبارات، التي ترفع إلى رئاسة الحكومة مختلف تقاريرها ومعطياتها الميدانية التي تجمعها عبر قنوات خاصة.
إلى ذلك، يحتل التعاون بين إسبانيا والبلدان المغاربية، وضمنها بلدان الجوار المباشر، أهمية مركزية في دبلوماسية مدريد، وهو مدرج ضمن اختصاصات كتابة الدولة في الشؤون الخارجية وأميركا اللاتينية التي تشرف عليها “كريستينا غلاش” المقربة من الوزيرة حيث جمعهما العمل في محطات خارجية، كما عملت أخيرا مستشارة في قصر لامنكلوا، وبالتالي ستكون جسر التنسيق بين بين رئيس الوزراء ورئيسة الدبلوماسية “أرانشا غونثالث”.