أختار رئيس الحكومة الإسبانية،بعد أن ضمن ثقة مجلس النواب يوم السابع من الشهر الجاري،بأغلبية بسيطة،توسيع صلاحيات وزارة الخارجية في التشكيلة الائتلافية الجديدة ذات التوجه اليساري المعلن،بتعيين سيدةذات خبرة دولية في ملفات مجالي الاقتصاد والتجارة.
وخالف،بيدرو سانشيث،كافة التوقعات بخصوص منصب رئاسة الدبلوماسيةحيث أسنده أولا إلى سيدة،ما يرفع حصة المرأة في الحكومة المقبلة؛إذ تكفي الإشارة في هذا الصدد، إلى وجود ثلاثة نائبات لرئيس الوزراء إلى جانب رابع هو السنيور”بابلو إيغليسياس” زعيم حز ب بوديموس، الحليف الحكومي،ما يعنيأن أهم الملفات ستكون تحت مسؤولية سيدات الحكومة اللائي سيعزز صفوفهن بقاء السيدة مارغريتا روبليس، إلى جانب أخريات،على رأس وزارة الدفاع،وكلهن يوصفن بالكفاءة المؤكدة في المواقع والمسؤوليات التي شغلوها في الحزب والإدارة.
والوزيرة الجديدة للخارجية واسمها (أرانشا غونثالث لايا) التي بات اختيارهامؤكدا؛ في الخمسين من عمرها،ذات مسارحافل في المنظمات الدولية ضمنها نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية،فضلاعن تجربتها في الاتحاد الأوروبي.
وتوصف الوزيرة الجديدة التي بدأت مسارها المهني في القطاع الخاص،بالكفاءة والقدرة على تدبير الملفات الصعبة؛وهي التي تقول عن نفسها إن سلطتها ليست قوية أو بالأحرى لا تحبها،لكنها تمتلك القدرة على التأثي في الناس،وخاصة أثناء المفاوضات الصعبة.ساعدها على ذلك إجادتها لخمس لغات، وبالتالي فهي تتعامل بدون عقد مع منتمين لجنسيات مختلفة،سواء كانوا مساعدين لها أو محاورين ومفاوضين، كما يشار إلى أنهاعاشت خراج بلدها منذ عام 1992
وروعيت مؤهلاتها الاقتصادية في تعيينها على رأس الخارجية إلى جانب الشؤون الأوروبية والتعاون الدولي؛ وهي إشارة واضحة إلى أن جهدحكومة،بيدرو سانشيث، الثانية سينصب أساسا على الملفات الاقتصادية ودمجها في صلب العمل الدبلوماسي،بالنظر إلى أن الدبلوماسية التقليدية يرسم معالمها رئيس الوزراء،وهي صلاحيات حصرية له، طبقا لما جرت عليه العادة في إسبانيا منذ عودة الديمقراطية.وينفذ توجهات رئيس الوزراء نخبة من السفراء وموظفو الخارجية،يتميزون بالتجربة والحنكة والفعالية.
وتخلف السيدة “لايا”سلفها جوزيب بوريل،نائب رئيس المفوضية الأوروبية الحالي المسؤول عن السياسة الخارجية والأمن. وسيكون داعما ومكملا للوزيرة الجديدة خاصة، وأن بوريل، مهد لها الطريق وأعادالحيوية للسياسة الخارجية الإسبانية وكانت قد تأثرت سلبا بالأزمة الحكومية التي واجهتها حكومة،ماريانو راخوي،السابقة، جراء الأزمة التي اشتعلت في إقليم كاتالونيا منذ عام 2016،ومدتها قام أنصار الانفصال بحملةتشهير في الخارج لتشويه صورة الحكومة متهمين إياها بالمستبدة والعدالة بالظالمة؛ إلى حد القول إن بعض تداعيات تلك الحملة ما زالت مستمرة حتى الآن،على الرغم من العمل الناجع الذي قام به، بوريل،مستفيدا من شبكةعلاقاته الواسعة أثناء رئاسته للبرلمان الأوروبي.
ولن تحتاج الوزيرة الجديدة إلىخارطة طريق للسير وفقها،فهي تعرف كل بلدان العالم تقريبا،زارتها بحكم منصبها في الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية؛ وكثيرا ما تردد إن لها أصدقاء في 153 بلدا وهو عدد الأعضاء في منظمة التجارة العالمية.
ومعروف أيضا عن الوزيرة، اعتمادها على نفسها فيما تقوم به من أعمال شخصية، فهي تشرف على إعداد واختيار الماكياج المناسب لملامحها إن كانت ستمر في برنامج تلفزيوني.
أكثر من هذا تقترح الوزيرة العنوان الصحفي النسب واللافت لخطاب أو تصريح لها، مثلما يتصف سلوكها بتواضع غير مفتعل.تفتخر بأصلها ومحتدها المتواضع:أبوها مدير مدرسة عمومية،معتزة بمدينتها “طولوسة” (إقليم الباسك) المشهورة بمطبخها.
ومن المؤكد أن رئيس الحكومة الإسبانية يهدف من خلال التعيينات الجديدة في حكومته، إرسال عدة رسائل إلى الخارج والداخل في مقدمتها أنه راعى الكفاءة قبل الولاء لشخصه وكما في الحكومة الأولى وضع ثقته في وزراء لم يكونوا على وفق معه في كل شيئ؛رغم ذلك رقاهم في الولاية الحالية مثل رئيسة البرلمان،وهي من إقليم كاتالونيا،الممثل في الحكومة بمسؤوليات رفيعة. وهذه إشارة للخارج ورد على الحملة التي يقوم بها الانفصاليون.
ويشعرسانشيث أنه مستند على أغلبية ضعيفة في مواجهة معارضة شرسة،كما أن الطرف الثاني في فريقه ليس مضمون الولاء، فقد يقلب ظهر المجن في اي وقت إن حدث خلاف في الرأي وما أكثر القضايا الخلافية التي ستثار في مجلس الوزراء
صيح أنه توجد عوامل مساعدة لرئيس الحكومة، أهمها انه وفريقه من الوزراء الاشتراكيين ليسوا جددا على مباشرة الشأن العام والاطلاع على الملفات،فهم أفضل من حلفائه في حزب “بوديموس” وزعيمه الذي رشح زوجته إيرين مونتيرو، لمنصب الوزارة.
يشارفي نفس السياق إلى ردود الفعل الأولى لليمين على قائمة الوزراء المنشورة قبل تعيينهم رسميا واستقبال المك لهم، تميزت بالغضصب الشديد منتقدة كثرة المناصب الحكومية ما يعتبر تبذيرا للمال العام من وجهة نظر اليمين. هذا قبل مناقشة السياسات التي ستنفذها الحكومة .