تساءلت جريدة “إلباييسس” الإسبانية في عددها الصادر مستهل الأسبوع الجاري، عن الأسباب التي جعلت الحزب اليميني المتطرف “فوكس” يفوز بالمقعد البرلماني الوحيد المخصص لمدينة سبتة المحتلة، في حين أن حوالي نصف الناخبين ينحدرون من أصول مغربية علما أن الحزب الفائز يعلن معارضته للهجرة ويهدد بمنع الأطفال المغاربة من التعلم في الكتاتيب القرآنية.
ولاحظت الجريدة الواسعة الانتشار أن الوضع مختلف سياسيا في مدينة مليلية المحتلة، رغم التشابه الكبير بين وضعية المدينتين، حيث اقترب المرشح عن حزب تحالف المدينة، مصطفى أبرشان، زعيم الحزب من الفوز بالمقعد البرلماني العائد للمدينة في الانتخابات التشريعية المعادة يوم العاشر من نوفمبر الماضي، فقد أعلن عنه ناجحا في البداية لكن أبرشان، خسر المقعد في نهاية عرض النتائج، لصالح مرشح الحزب الشعبي بفارق بسيط، أقل من 200 صوتا.
وتوضح الجريدة الإسبانية أن الوعي السياسي بين المغاربة في مليلية أفضل من نظيرتها سبتة رغم تشابه البنية السكانية والاجتماعية؛ ومن جملة الأسباب أن الحزب الذي يقوده أبرشان،لا يقوم على أسس دينية أو عرقية، أي أن المنخرطين في صفوفه وإن كان أغلبهم مغاربة فإنه يضم أيضا إسبانيين، وبالتالي فإن تحالف مليلية، خاض حملة انتخابية نشطة قربت مرشحه من الانتصار.
على العكس من ذلكن يتوزع المغاربة السبتاويون، بين تجمعين كانا في الأصل تنظيما واحدا هو”الحركة من أجل المواطنة والكرامة” يقوده محمد علي، الناشط المعروف في المدينة منذ مدة والذي لم يترشح في الانتخابات الأخيرة، وهو أقل كاريزما من أبرشان. أما التيار الثاني فتقوده السيدة فاطمة حامد.
وأشارت الجريدة إلى وجود خلافات بين التنظيمين، وسجلت أنهما لم يقوما معا بحملة وتعبئة المقترعين المغاربة لمنع وصول ممثل الحزب المتطرف إلى البرلمان الإسباني، خاصة وأن “فوكس” ليس متجذرا في الثغر المغربي المحتل، لكنه عرف كيف يستفيد بذكاء من نسبة غياب مرتفع، سجلت بين الناخبين المغاربة.
يذكر أن الحزب الاشتراكي العمالي، كان قد فاز بمقعد سبتة في انتخابات أبريل الماضي.