أثارت تصريحات لوزير الداخلية الجزائري صلاح الدين دحمون، وصف فيها المتظاهرين المعارضين للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 12 دجنبر الجاري بـ”الخونة”، موجة غضب كبيرة في البلاد.
وقال وزير الداخلية، خلال حضوره جلسة بمجلس الأمة (الغرفة العليا للبرلمان) لمناقشة مسودة قانون التنظيم الإقليمي للبلاد، ردّاً على الرافضين للاستحقاق الرئاسي المرتقب: “الاستعمار بالأمس استعمل أولاده في الحرب، ولكن للأسف اليوم هذا الاستعمار أو ما بقي من الاستعمار، وهو فكر استعماري ما زال حيّاً لدى البعض، يستعمل بعض الأولاد أو أشباه الجزائريين من خونة ومرتزقة وشواذ، نعرفهم واحداً واحداً، ليسوا منا ونحن لسنا منهم”.
وأحدثت النعوت التي وجهها الوزير إلى معارضي الانتخابات الرئاسية موجة غضب واستياء وصدمة كبيرة. ودانها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حيث رأوا فيها إساءة لملايين الجزائريين واستفزازا لمواقفهم وقدحاً وشكاً في وطنيتهم. كما اعتبروها خطابا خطيرا سيزيد من توسيع الهوّة بين مؤيدي الحراك الشعبي والسلطة. كما توّعدوا بأن يشهد يوم الجمعة القادمة “أكبر مظاهرة” للمعارضين للانتخابات.
وتعليقاً على كلام الوزير، وصف أحد النشطاء تصريحات دحمون بـ”الخطيرة”، مشيراً إلى أنها “سابقة في تاريخ الجزائر أن يهين وزير شرف المواطنين”.
من جهتها، اعتبرت ناشطة أخرى أن “الاتهامات التي أطلقها المسؤول على أهم وزارة سيادية بالبلاد، في حق غالبية الشعب المعارض للانتخابات، تعبّر عن احتقار النظام للمتظاهرين”، مضيفةً أن دحمون “يزعم أنه الوحيد الذي سيحافظ على الثوابت الوطنية”.
وتزامنت تصريحات وزير الداخلية مع استمرار موجة الرفض الشعبي للانتخابات الرئاسية، التي ستجرى بعد أسبوع، حيث خرج الطلبة، أمس الثلاثاء، في مظاهرات حاشدة جدّدوا فيها معارضتهم لهذه الرئاسيات ولكل الأسماء المرّشحة لتولي منصب رئيس الجمهورية.