يبدو أن الاختراقات القوية التي قامت بها الدبلوماسية المغربية داخل “قلاع” البوليساريو وتحديداً بإفريقيا وأمريكا اللاتينية، قد أعطت أكلها بشكل ملموس، حيث زعزعت زيارات الوفود الرسمية لعدد من الدول مواقفها من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ووفق الأرقام التي قدمها مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن ما يناهز 50 دولة سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية في السنوات الأخيرة.
وأوضح الخلفي خلال لقاء صحفي أعقب اجتماع المجلس الحكومي الأسبوعي، أن “الكيان الوهمي كان قبل عقود يتحدث عن أزيد من 80 دولة تدعمه، لكن اليوم تقلص هذا العدد بكثير وباتت أقلية محدودة جدًا جداً تعترف به”.
وأشار المتحدث إلى الصفعة القوية التي تعرضت لها جبهة البوليساريو، في الأيام القليلة الماضية، بسحب كل من السلفادور وحكومة باربادوس لاعترافهما بالكيان الوهمي.
وخلص إلى أن المغرب يوجد في مسار إيجابي تصاعدي هجومي يحقق فيه مكاسب متوالية لن تنال منها الاستفزازات التي يتم ملاحظتها هنا وهناك.
ورداً على بعض استفزازات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، أكد الخلفي وجود نظام لليقظة يعمل على التصدي بشكل آني لكل محاولات المس بالوحدة الترابية للمملكة.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة أنه مباشرة بعد تسجيل حصول مشكل على مستوى كأس إفريقيا للأمم (الكان) فقد تم التحرك على مستوى مصالح وزارة الخارجية بعين المكان (السفارة) بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية لكرة القدم، مما أدى إلى “صدور اعتذار رسمي”.
وكانت الحكومة المغربية قد عبرت، الأسبوع الماضي، عن رفضها الشديد لمحاولات الانتقاص من الوحدة الترابية للمملكة أو المس بها أو الإساءة إليها، وذلك على خلفية خطأ تضمنه موقع “تذكرتي” الخاص بتسويق تذاكر كأس إفريقيا للأمم 2019، والمتمثل في ظهور علم غير معترف به.
وفي سياق متصل، أبرز الوزير أن التعبئة التي يقوم بها المغرب بمناسبة انعقاد الدورة الـ41 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف أدت إلى صدور مواقف مشرفة مؤيدة للمملكة، مشددا على أن “سياسة الكرسي الفارغ لم تعد قائمة”.