مازالت مخيمات تندوف تغلي على وقع الاحتجاج منذ أن قررت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية بتعليمات من الجيش الجزائري فرض حصار مشدد على سكان المخيمات، وذلك مباشرة بعد فرار عسكري إلى المغرب وحديث عن حالات فرار أخرى.
واحتشد يوم الأربعاء، المئات من ساكنة مخيمات تندوف أمام ما يسمى بـ”وزارة الداخلية الصحراوية”، للاحتجاج على تعزيز الجيش الجزائري للإجراءات الأمنية بالمخيمات.
وانخرط العشرات من المتظاهرين في ترديد شعارات منددة بمنعهم من التنقل بحرية، مطالبين جبهة البوليساريو والجزائر برفع الحصار المفروض عليهم.
ورفع المحتجزون لافتات تطالب بحرية التنقل ورفع الحواجز عنهم لتقرير مصيرهم في الاختيار بين البقاء أو مغادرة المخيمات.
ويطالب ساكنة المخيمات، الأمم المتحدة، بتوفير حرية التنقل لهم، لاختيار مستقبلهم بعدما تحولوا إلى رهائن يتم إبرام الصفقات بإسمهم.
وتشهد مخيمات تندوف في هذه الأثناء تأهبا شديدا من لدن القيادات العسكرية مخافة فرار جماعي للسكان من المخيمات.
وعلى ما يبدو فإن دولة العسكر تتخوف من تكرار سيناريو سلامو بلال، والذي تمكن قبل أسابيع من الهروب من جحيم تندوف عبر سيارة مخصصة لحمل السلاح على مستوى خط الدفاع بمنطقة فارسية (واد درعة).
وخلّف فرار الإطار العسكري، الذي يبلغ من العمر 29 سنة، صدمة لقيادي البوليساريو، وشجّع كثيراً من العسكريين والنشطاء بالتفكير في مغادرة سجن تندوف المفروض عليهم.