اختتمت، مساء اليوم الجمعة، أشغال الجلسة الثانية من محادثات المائدة المستديرة الثانية المنعقدة على مدى يومين بالعاصمة السويسرية جنيف، برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر، وبمشاركة جميع أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وعقب انتهاء هذه المائدة، قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إن المغرب، يأمل أن تنخرط الأطراف الأخرى في المسلسل الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، هورست كولر “بإرادة حقيقية، بعيدا عن لغة الماضي، والمقاربات المتجاوزة، والحلول المستحيلة”.
وأشار بوريطة خلال لقاء مع الصحافة في ختام المائدة المستديرة الثانية التي عقدت بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، إلى أن هذا اللقاء شكل مرحلة هامة في هذا المسلسل، مبرزا أن المغرب شارك في هذا الاجتماع، وفق مرجعيات وثوابت واضحة ومعروفة، مرتبطة بوحدته الترابية الوطنية وسيادته على كافة ترابه.
وأكد المتحدث أن المحادثات خلال الاجتماع انصبت أيضا على قضية تقرير المصير، مبرزا أن المغرب يعتبر أن هذا المبدأ سواء على مستوى مبادئه القانونية أو على مستوى الممارسة الدولية أو على مستوى القناعة الثابتة للمملكة المغربية، “لا يعني بأي حال من الأحوال الاستقلال ولا يعني الاستفتاء”.
وشدد على أن المغرب “لا يقبل أي حل مبني على الاستفتاء أو أي حل أحد خياراته الاستقلال، وهو ما يتوافق ليس فقط مع موقف المغرب، بل أيضا مع ما يطلبه مجلس الأمن”.
وذكر في هذا الصدد بأن عبارتي “الاستقلال” أو “الاستفتاء” غائبتان نهائيا في قرار مجلس الأمن الذي تحدث ست مرات عن حل سياسي توافقي، مؤكدا بالتالي أن موقف المغرب متطابق بشكل تام مع ما هو موجود في قرارات الأمم المتحدة.
وأضاف أن المغرب انخرط بروح بناءة للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي، وفق الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن رقم 2440، الذي تم تبنيه في أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء كان هاما “ذلك أنه كرس شكل الاجتماع بمشاركة كافة الأطراف المعنية، المغرب، الجزائر، موريتانيا ومجموعة البوليساريو”.
وتطرق الوزير المغربي إلى دلالات حضور ممثلي الأقاليم الجنوبية في اجتماعات المبعوث الأممي، مشيرا إلى أن مشاركتهم كانت بشكل مكثف وتدخلوا في كل نقاط جدول الأعمال للتأكيد على أن “تمثيلية الساكنة وصوتها يحملهما ممثلوها الشرعيون، وليؤكدوا أن عناصر النموذج التنموي التي دشنها المغرب خلقت دينامية كبيرة في هذه الأقاليم”.
وتابع الوزير في هذا الصدد “إن هذا الاجتماع كرس للمرة الأولى العناصر الضرورية، لحل هذه القضية وفق قرارات مجلس الأمن”.
وأبرز بوريطة أن الحكم الذاتي يشكل حلا واقعيا وعمليا مبنيا على التوافق، ويضمن تسوية دائمة للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن هذا الحل يتماشى كليا مع مبدأ تقرير المصير كما هو مؤكد في أدبيات وممارسات الأمم المتحدة وكذا في ما يخص القرارات المتعلقة بالصحراء المغربية.