تسبب حضور أنصار جبهة البوليساريو الانفصالية، واستعمال الناشطة الحقوقية المثيرة للجدل خديجة الرياضي لعبارات استفزازية هدفها التطاول على الوحدة الترابية المغربية، في نسف ندوة حول “حرية الصحافة في المغرب”، عقدت في باريس، يوم الجمعة 15 فبراير الجاري. التفاصيل.
منذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها منظمو ندوة قالوا – إنها ستتناول حرية الصحافة في المغرب – عن طبيعة المشاركين والمتدخلين فيها، كان واضحاً أن هذا اللقاء “الملغوم” المنعقد بباريس لن يمر مرور الكرام.
ولأجل هذا الغرض، انتقل كل من المؤرخ المثير للجدل المعطي منجيب، والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خديجة الرياضي، إلى العاصمة باريس لتنظيم ندوة شعارها حرية الصحافة بالمملكة، بهدف الدفاع عن الصحفي توفيق بوعشرين، المتورط في قضايا مرتبطة بالتحرش الجنسي والاتجار بالبشر.
وإلى جانب هذه الأسماء، شارك في الندوة هشام المنصوري، الذي يدعي أنه كان صحافيا في المغرب، والحال أنه كان مجرد ناشط جمعوي في إحدى الجمعيات التي تتلقى أموالاً طائلة من الخارج ووفق أجندة معادية للمغرب.
وكان لافتا حضور العديد من الوجوه المرتزقة التي تدافع عن أطروحة الانفصاليين وضمنهم كلود مونجان، زوجة الانفصالي النعمة أسفاري المتورط في أحداث اكديم ازيك، وكذا الصحافية نيكول غاسنيي، المعروفة بأنشطتها الداعمة للبوليساريو.
كما حضرت ناشطة أخرى داعمة للانفصاليين ويتعلق الأمر بميشيل ديكاستير، التي تم طردها من مطار العيون سنة 2014 والتي تشترك مع زوجة المجرم النعمة اسفاري في تسيير ما يسمى بالجمعية الفرنسية للصداقة والتضامن مع الشعوب الافريقية. وكان مقررا أن يتم تسيير الندوة من طرف روزا موساوي، وهي صحافية مناوئة للمصالح المغربية، قبل أن يتم تغييرها في آخر لحظة بزميلها في يومية “لومانيتي”، حسان زروقي ذي الأصل الجزائري.
وبعد انطلاق الندوة اتضح بشكل جلي أن الهدف الحقيقي من هذا اللقاء “المشبوه” هو الهجوم على المغرب ووحدته الترابية والدفاع عن أطروحة الانفصاليين.
نسف اللقاء
الاستفزاز بدأ بطبيعة الحضور الموالي للجزائر والبوليساريو الذي احتضن الندوة في قاعة “مالطي” بالدائرة الـ11 في العاصمة الفرنسية.
وذكرت تقارير إعلامية أن فتيحة أعرور، التي كانت تشتغل سابقا في الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، ألقت كلمة استفزازية للحضور وبدأت في كيل السب والقذف للحاضرين ممن هم من خارج دائرة أصدقائها الذين يحملون عداء للمغرب، والمعروفون بدعمهم للكيان الوهمي وأيضا أصدقائها الجزائريين.
وبحسب المصادر ذاتها فإن أعرور اختارت الحضور لهذه الندوة للادعاء بأن المغرب يضيق على الصحافيين ويتابع بعضهم بناء على ملفات ملفقة.
وكشفت الفيديوهات التي تسربت من الندوة، أن أعرور، هي من استفزت الحضور بعدما بادرت إلى إلقاء تقديم لم يتحر الموضوعية في شيء وقد كالت اتهامات جزافية للمغرب.
وفيما انعدمت الصفة للخوض في موضوع الصحافة بالمغرب، لدى من جرت دعوتهم للإدلاء بشهادات فيه، فإن فتيحة أعرور، سعت إلى خلق بلبلة لتحويل الانتباه إلى كون السلطات المغربية سخرت من ينسفون الندوة.
وتواصل النقاش داخل الندوة وارتفع معه منسوب “الحماس الانفصالي” لدى خديجة الرياضي، والتي أصرت على استفزاز بعض الحاضرين، وذلك عندما وصفت عدة مرات “الصحراء المغربية” بـ”الصحراء الغربية”، قبل أن يتدخل أحد الحاضرين ويحتج على هذا التوصيف وهو ما لم يستسغه الانفصاليون الذين قاموا بعملية إنزال داخل القاعة، ليتحوّل اللقاء إلى معركة استخدمت فيها الأيادي والكراسي، قبل أن تتدخل مسيرة القاعة لوضع حد لأشغال الندوة، وإجبار الحاضرين على إخلاء المكان، بعد حضور رجال الأمن، حيث افرغ المكان بالكامل.
وهكذا فشلت هذه الندوة التي أرادت تحت شعار “حرية الصحافة في المغرب” أن تتيح لأعداء الوحدة الترابية الفرصة للتنفيس عن حقدهم الدفين على المملكة خصوصا مع توالي الضربات التي يتلقاها الكيان الوهمي وأنصاره خلال الأيام الماضية سواء من طرف الاتحاد الأوروبي أو من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تواصل الدبلوماسية المغربية نجاحها الكبير على كافة الأصعدة.