أشاد سياسيون إسبان بارزون بالزيارة، التي يقوم بها العاهل الإسباني، رفقة زوجته الملكة ليتيسيا إلى المغرب، يومي الأربعاء والخميس، ويلتقي خلالها بالملك محمد السادس، والتي تعد ثاني زيارة رسمية للملك فيلبي السادس إلى المغرب، والرابعة من نوعها لعاهل إسباني بعد زيارتي 1979 و2005.
وقال خوسي لويس رودريغيز ثاباتير، رئيس الحكومة الاسبانية الأسبق، بهذه المناسبة، إن المغرب وإسبانيا نجحا في توطيد وتعزيز علاقة سياسية ترتكز على الثقة والتعاون والصداقة.
وأوضح رودريغيز ثاباتيرو، في مقال رأي نشرته، أمس الثلاثاء، يومية “لاراثون” الإسبانية تحت عنوان ”صداقة راسخة” أن الزيارة الرسمية، التي يبدأها اليوم الأربعاء العاهلان الإسبانيان إلى المغرب تشكل ”لحظة مناسبة” لإبراز وتثمين هذه العلاقة.
وتابع: “إن خبرتي في رئاسة الحكومة الإسبانية تسمح لي بالتأكيد بشكل قطعي على أن علاقة خاصة وذات أولوية مع المغرب لا يمكن فصلها عن رؤية ذكية حول ما تمثله إسبانيا في العالم ولاسيما في المنطقة المتوسطية”.
وأبرز ثاباتيرو أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لا تستند فقط على التاريخ والثقافة والجوار، وإنما أيضا على البعد الاقتصادي وأهميته في العلاقات الثنائية، والذي ما فتئ ينمو ويتطور مع مبادلات تجارية وصلت إلى حدود 14 مليار أورو وحوالي 900 ألف سائح مغربي زاروا إسبانيا في عام 2018.
وأكد على أن المحافظة على الوحدة في المملكتين هي شرط ضروري ومحوري لاستقرار وأمن وتقدم المجتمعين المغربي والإسباني.
ومن جهتها قالت رئيسة مجلس الوزراء الإسباني والنائبة السابقة لرئيس الحكومة الاسبانية، ماريا تيريزا فرنانديز دي لا فيغا، إن المغرب وإسبانيا يعتبران بلدين “متحدين في التنوع” ، وهما مدعوان اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى “السير معا” لمواجهة تحديات العولمة.
وأوضحت في عمود نشرته يومية “ايل بايس” الإسبانية، أمس الثلاثاء، أن البلدين “اللذين تمكنا من تطوير سياسة دولة حافظت على استقرار علاقتهما أمام الاضطرابات العابرة”، لديهما الكثير من الأشياء التي تقربهما.
وأكدت على أن تعزيز أفضل العلاقات الممكنة مع المغرب كان دائما “هدفا ذا أولوية” للحكومات الإسبانية المتعاقبة، مبرزة قوة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وأشادت دي لا فيغا بتبصر والالتزام الواضح للملك محمد السادس لفائدة إفريقيا، واللذين بفضلها، أصبح المغرب نموذجا لتعزيز التنمية البشرية وتحديث آليات الحكامة في إفريقيا.
وقالت وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية السابقة، آنا بلاسيو، في مقال نشرته يومية “إلموندو” الإسبانية، إن الزيارة تجدد التأكيد على ثراء وتنوع العلاقات الشاملة والمتعددة بين الرباط ومدريد، ومن شأنها أن تساهم في دعم وتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوربي وإفريقيا من خلال المملكة وعبرها.
واستشهدت آنا بلاسيو بمقولة الملك الراحل الحسن الثاني”إن المغرب شجرة جذورها في إفريقيا و أغصانها في أوروبا”، لتبرز العلاقات المتميزة، التي تجمع الممكلة بالقارتين الإفريقية والأوروبية.
وقال وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، في تصريحات صحافية، إن العاهل الإسباني يقوم بزيارة إلى بلد “شقيق” تتقاسم معه إسبانيا التاريخ المشترك، بالإضافة إلى العلاقات الثقافية والاقتصادية وغيرها.
وأشار إلى أن مثل هذه الزيارات التي تتم على أعلى المستويات تشكل تتويجا لـ”العلاقات الدائمة والمسترسلة ” بين مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات في البلدين.