أحدثت قضية الخليل أحمد، المستشار السابق لحقوق الإنسان لدى الجبهة الانفصالية، والذي مازال مصيره مجهولاً إلى حدود اليوم عقب تعرضه للاختطاف من طرف المخابرات الجزائرية عام 2009، حالة من الفوضى والرعب في نفوس قيادات جبهة “البوليساريو”، وذلك في ظل ارتفاع منسوب الاحتجاجات المطالبة بكشف مصير الخليل.
وبحسب المعطيات التي يتوفر عليها موقع “مشاهد24″، فإن هذه القضية والتطورات التي رافقتها مؤخراً، عجّلت بزيارة إبراهيم محمد محمود “أكريكاو”، رئيس مخابرات جبهة “البوليساريو” للجزائر العاصمة، والذي عاد منها مساء أمس الجمعة، دون أن يتلقى جوابا شافياً من طرف الجزائريين حول مصير الخليل أحمد.
وبحسب مصادرنا فإن “أكريكاو” لم يستطع لقاء مسؤولين كبار في الاستخبارات العسكرية الجزائرية في العاصمة الجزائر، ليعود أدراجه صوب المخيمات للبحث عن منفذ آخر.
وتؤكد المعطيات التي حصل عليها الموقع أنه من المرتقب أن يجتمع إبراهيم محمد محمود مع ما يسمى بـ”الوزير الأول” في دولة الوهم محمد الولي اعكيك، فالرجل يدرك جيداً هذا الملف لأنه كان مديراً للمخابرات خلال الفترة التي اختفى فيها الخليل أحمد.
كما برمج “أكريكاو” – تؤكد مصادرنا – لقاء آخر مع المدعو أحمد سلامة ولد أبريكة، وهو مستشار لدى زعيم “البوليساريو”، نظرًا لانتمائه لقبيلة “الرقيبات السواعد” وذلك لطلب المؤازرة خلال اللقاء الذي سيجمعه مع وفد من قبيلة السواعد والتي ينتمي إليها الخليل أحمد.
وعلى ما يبدو فإن قيادة الجبهة غير قادرة حاليا على إعطاء رد مطمئن للمتظاهرين والجماهير الساخطة على خلفية هذه القضية والتي بعثرت أوراق هذا الكيان الانفصالي ووضع تماسكه “المزعوم” أمام اختبار حقيقي.
وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، وتهرب المخابرات الجزائرية من المسؤولية، أكدت المصادر ذاتها أن إبراهيم غالي زعيم جبهة “البوليساريو” غادر اليوم السبت إلى الجزائر، في رحلة مفاجئة وغير مبرمجة باعتبار أنه كان لديه برامج حملات داخل المخيمات.
والأكيد أن هذه الزيارة ليست للنزهة بل لإيجاد حل عاجل لما يقع في “البوليساريو”، وهذه الهرولة دليل على أن هذا الكيان الانفصالي يعيش على صفيح ساخن بسبب اتساع رقعة الاحتجاجات المطالبة بكشف مصير الخليل أحمد.
ومن المرتقب أن تواصل قبيلة “الرقيبات السواعد” ضغطها على قيادة البوليساريو إلى أن تتضح خيوط هذه القضية المتشعبة.
هذا، وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الخليل أحمد، المستشار السابق لحقوق الإنسان لدى الجبهة الانفصالية، اختفى سنة 2009 في الجزائر العاصمة، عندما كان من المقرر أن يتحدث، في أحد المؤتمرات، حول السجل المظلم للانتهاكات المرتكبة من طرف قيادات جبهة “البوليساريو”.