قال محمد أكضيض، عميد الأمن الممتاز السابق، والخبير في القضايا الأمنية المغربية، إن منصات التواصل الاجتماعي منحت للمتلقي نوعاً من التطبيع مع الجرائم الإرهابية، مشيراً إلى أن هذا الفضاء الافتراضي الشاسع يشكل في عصرنا هذا خطراً كبيراً لكونه يؤثر ويؤطر في نفوس الخلايا الإرهابية النائمة في غفلة منا.
وأضاف أكضيض في تصريح خاص لـ مشاهد24، أن مواصلة تجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة الخلايا النائمة بالمملكة تحد كبيرة يواجهه المغرب، مؤكداً أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشار الثقافة “الداعشية” بالمغرب وتحديداً وسط الفئات الاجتماعية الهشة.
وما يعزز هذا الطرح – يضيف المتحدث- أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية أعلن قبل ساعات اعتقال مواطن سويسري “متشبع بالفكر المتطرف والعنيف، وأنه يشتبه في تورطه في تلقين بعض الموقوفين في هذه القضية، آليات التواصل بواسطة التطبيقات الحديثة”.
ونوّه أكضيض، بجهود السلطات والتي أطاحت بالجماعة المتطرفة المسؤولة عن مقتل السائحتين الغربيتين في توقيت قياسي، لافتاً أن المغرب نجح بشكل كبير خلال السنوات الماضية في التصدي لهذا الخطر القادم من الشام والعراق بتفكيكه لعشرات الخلايا الإرهابية الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية.
وشدد الخبير الأمني على أن الفكر المتطرف يظهر حين تتوفر بيئة مناسبة لتطوره، كاشفاً أن جل أعضاء خلية “إمليل” ينحدرون من طبقة اجتماعية جد فقيرة وهو ما يعزز هذا التوجه.
وأظهرت التحقيقات تورط جماعة متطرفة في تنفيذ جريمة “شمهروش”، والتي وُصفت بـ”الشنيعة”. كما كشفت التحريات أن هذه العملية الإجرامية لم يكن مخططا لها مسبقاً أو بتنسيق مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وكان وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، قد أكد في وقت سابق، خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، أن الخلاصات الأولية التي يمكن استنتاجها من الحادث الأليم لإمليل تبين أن الأمر “لا يتعلق بتنظيم إرهابي كبير، بل فقط بأفراد متشبعين بالفكر المتطرف، قرروا ارتكاب هذه الجريمة في ما بينهم، بوسائل بسيطة، مستوحاة من الممارسات البشعة لتنظيمات متطرفة”.