قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، إن تحقيق السلم الاجتماعي يعد عاملا ضروريا لتوفير الأمن والاستقرار في المجتمع المغربي.
وأفاد العثماني، مساء يوم الثلاثاء، ضمن الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس المستشارين، حول موضوع “السلم الاجتماعي ومتطلبات الإقلاع الاقتصادي”، أن حكومته تولي اهتماما كبيرا لضمان وحفظ السلم الاجتماعي من خلال تبني سياسة اجتماعية عادلة تستهدف مختلف شرائح المجتمع.
وشدد رئيس الحكومة على أن تحقيق التوازن بين السلم الاجتماعي والإقلاع الاقتصادي يتطلب “انخراط كافة الشركاء والفاعلين الاجتماعيين، وتغليب المصلحة العامة والتحلي بالمرونة وفضيلة الحوار البناء”.
واستطرد العثماني قائلا: “المغاربة بإمكانهم أن يفخروا ببلدهم والذي حقق عددا من المكاسب المهمة، ومنها الديمقراطية والتي ساهمت في تحقيق السلم الاجتماعي”.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس الحكومة أن “الاستثمار في السلم الاجتماعي لا يجب أن يكون على حساب الإقلاع الاقتصادي، كما أن الحفاظ على التوازنات الاقتصادية وتحفيز الإقلاع الاقتصادي لا يجب أن يتم على حساب المقومات الأساسية للسلم الاجتماعي، المتمثلة في حماية القدرة الشرائية للمواطنين وتقليص التفاوتات الاجتماعية والمجالية”.
جدل الحوار الاجتماعي
وعلاقة بقضية السلم الاجتماعي، أكد سعد الدين العثماني، على أن إنجاح الحوار الاجتماعي مع النقابات العمالية يعد مسؤولية جميع المعنيين به.
وأضاف المتحدث قائلا: “أريد تنفيذ العرض الحكومي من الغد، لكنني حريص على أن أوقعه مع المركزيات النقابية”.
وأوضح العثماني، أن الحكومة حسنت من عرضها 3 مرات بطلب من النقابات، لكن هذه الأخيرة ما زالت تقول “أمورا غير منطقية”.
ودخل الحوار الاجتماعي بين الحكومة والمركزيات النقابية مرحلة الجمود، منذ إعلان النقابات العمالية الأكثر تمثيلية مقاطعتها لهذا الحوار بسبب ما وصفته “ضعف العرض الحكومي”.
وتصر حكومة سعد الدين العثماني على تطبيق عرضها والذي يتضمن زيادة قدرها 400 درهم على أجور “الفئات الدنيا”، الذين لا يتجاوزون السلم العاشر، وزيادة 100 درهم على التعويضات العائلية عن كل طفل، لتشمل 6 أطفال بالقطاعين العام والخاص، والرفع من قيمة منحة الولادة إلى ألف درهم.
في المقابل، تصف النقابات العمالية عرض الحكومة بـ”الهزيل”، حيث تطالب ببذل مجهود إضافي لتحسينه حتى يمس فئات واسعة من الأجراء، “خصوصًا في ظل التحولات الاقتصادية والمعيشية التي تمس بقدرتهم الشرائية يوما بعد يوم”.