وجه الملك محمد السادس، رسالة إلى المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على الاتفاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي افتتحت أشغاله اليوم الاثنين، بمراكش.
وأكد الملك، في الرسالة التي تلاها سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، على أن اهتمام المملكة، بقضية الهجرة ليس وليد اليوم ولا يرتبط بظرفية طارئة، بل هو نابع من التزام أصيل وطوعي، يجد تجسيده الفعلي في سياسة إنسانية في فلسفتها، شاملة في مضمونها، وعملية في نهجها، ومسؤولة في تطبيقها.
وأضاف أن رؤية بلادنا، تقوم أساسا على استشراف المستقبل، بما يضمن تنظيم حركية الأشخاص.
ولفتت الرسالة الملكية، الانتباه إلى أن القارة الإفريقية، والمملكة، تحديدا تعد أفضل مكان لعقد مؤتمر حول الهجرة، لكونها أرض هجرة وعبور واستقبال.
وسجلت أن ”ليس من باب الصدفة، أن يتزامن هذا المؤتمر مع تخليد الذكرى السبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تعود بنا إلى سنة 1948، عندما أقرت البشرية بالطابع الكوني لحقوق الإنسان، بغض النظر عن اختلاف الأمم والثقافات والحضارات”.
وشدد الملك محمد السادس، في نفس الرسالة، على أن قضية الهجرة، ليست ولا ينبغي أن تصبح قضية أمنية، مبرزا أنه إذا قامت على العقاب والقمع، فلن يكون لها أي تأثير رادع، بل سـتؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث ستغير مسارات حركات الهجرة، ولكنها لن توقفها.
وأردف ”من هنا، ينبغي ألا تكون المسألة الأمنية مبررا لخـرق حقوق المهاجرين، فهي ثابتة وغير قابلة للتصرف، وإضافة إلى ذلك، فإن الاعتبارات الأمنية يجب أن لا تمس بحرية التنقل والحركة، بل ينبغي أن تحولها إلى رافعة للتنمية المستدامة، خاصة في الوقت الذي يعمل فـيه المجتمع الدولي على تنزيل خطة التنمية المستدامة 2030”.
وأشار إلى أن التحدي بالنسبة لهذا المؤتمر، هو إثبات مدى قدرة المجتمع الدولي، على التضامن الجماعي والمسؤول بشأن قضية الهجرة، معتبرا أن انطلاق فعاليات المؤتمر، يعد صفحة مميزة في سجل التاريخ بمراكش، من أجل إقامة نظام جديد للهجرة، أكثر عدلا وإنسانية.
وأشاد الملك، في هذا السياق، بالممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالهجرة الدولية لويز آربور، ومعها كل الشخصيات التي حملت مشعل هذه القضية.