قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية في الرباط، إن دعوة الجزائر إلى عقد قمة مغاربية تجمع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي من أجل بحث سبل إعادة إحياء هذا التكتل الإقليمي، هو رد مبطن على دعوة الملك محمد السادس “فتح حوار صريح ومباشر” مع الجارة الشرقية بهدف تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين.
وأضاف الحسيني في تصريح لـ مشاهد24، أن رد الجزائر بهذه الطريقة جاء لتغطية الأجواء التي تهيمن على الرأي العام الجزائري وكذا بعض الأحزاب التي تنتقد صمت “قصر المرادية” إزاء الدعوة الملكية، لافتاً أن الجارة الشرقية تحاول دائما تصدير أزمتها إلى المغرب بشتى الطرق.
ورغم ذلك – يعتقد المتحدث – أنه من الصعب الحديث عن مؤامرة أو محاولة لإقبار المبادرة الملكية داخل أسوار مؤسسة اتحاد المغرب العربي، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة لن تقدم أية حلول للأزمة المغربية الجزائرية علماً أن جمود اتحاد المغرب العربي يرتبط أساسا بهذا الصراع و”بالتالي سيظل الوضع على ما هو عليه في حال رمي كرة النزاع إلى أطراف أخرى”. وفق تعبيره.
وفي تحليله لأبعاد ودلالات المبادرة الجزائرية، استطرد الخبير المغربي قائلا: “هناك عدم الاستقرار داخل الجزائر بسبب المشاكل السياسية والاجتماعية، وأيضا أزمة اقتصادية حقيقية أكدتها تقارير دولية، وبالتالي فالجارة الشرقية ربما أضحت تعي حجم كلفة الخلافات الثنائية بينها وبين المغرب، وانعكاسات ذلك على شتى المستويات”. مشيراً إلى أن “المبادرة الجزائرية بالصيغة الحالية هي هروب إلى الأمام، ولا تتناغم مع التحديات الراهنة ومصيرها الفشل لا محالة”.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد وصف، في خطابه بمناسبة الذكرى الـ43 لـ”المسيرة الخضراء”، قبل أسابيع، وضع العلاقات بين البلدين بأنه “غير طبيعي وغير مقبول”.
وأعرب الملك عن استعداده لـ”الحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة؛ من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”.
وأضاف أن الآلية التي يقترحها على الجزائر، “يمكن أن تشكل إطارًا عمليًا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، خاصة فيما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية”.
وشدد الملك على أن “مصالح شعوبنا في الوحدة والاندماج ولا نحتاج إلى وساطة بيننا”.