أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، بباليرمو، أن المغرب متشبث بحل سياسي متوافق بشأنه ومستدام في ليبيا، من شأنه تمكين هذا البلد من تحقيق الاستقرار في إطار وحدته غير القابلة للتقسيم، وسيادته غير القابلة للنقاش ووحدته الترابية الكاملة.
وجدد بوريطة، الذي مثل الملك محمد السادس في المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي نظمته الحكومة الإيطالية، استعداد المغرب وضع خبرته من أجل مواكبة ليبيا في الورش الكبير لبناء المؤسسات، وإعادة هيكلة الإدارة، وإعادة إعمار البلاد.
وأعرب في هذا الصدد عن شكر الملك محمد السادس للحكومة الإيطالية على هذه المبادرة الهامة، معربا عن أمله في أن يمكن هذا الاجتماع من العودة إلى روح الإجماع الذي ساد مؤتمر الصخيرات.
وشدد بوريطة، في هذا الصدد، أن الملك يتابع باهتمام كبير الوضع في ليبيا والقمة على السواء. وأشار من جهة أخرى، إلى أن ليبيا في حاجة إلى مبادرات ملموسة، منسقة فيما بينها ومصاحبة، مضيفا أن “المصادقة على دستور وهندسة مؤسساتية تتلاءم والخيارات الديمقراطية للشعب أمر ضروري”.
وقال: “إنها مسؤولية ليبيا. أقصى ما يمكن أن تقدمه المجموعة الدولية هو الدعم، والمواكبة، لكن بالتأكيد لا يمكنها التدخل في مسلسل يشكل التعبير الأسمى لسيادة مشروعة”.
هذا، وأظهرت مسودة البيان الختامي لمؤتمر ليبيا المنعقد في باليرمو الإيطالية، أن وفدي ليبيا اتفقا على التحضير لإجراء الانتخابات في ربيع عام 2019 والالتزام بنتائجها.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، وفق خطة أممية، غير أنها تأجلت جراء استمرار الخلافات بين القوى الليبية.
وأعرب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، عن دعمه إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في بلاده ربيع 2019.
جاء ذلك في بيان نشرته حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، على صفحتها بموقع “فيسبوك”، في ختام مؤتمر باليرمو بشأن الأزمة الليبية.
وتناول اجتماع باليرمو سبل تقريب وجهات النظر، وتسريع مسار التفاوض بين كافة الأطراف الليبية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة وعاجلة تضمن لليبيين وحدتهم الوطنية، وتمكنهم من تركيز مؤسسات دائمة وتحقيق الأمن والاستقرار.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا انقساما تجلى مؤخرا في سيطرة قوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب، على الشرق الليبي، في حين تسيطر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والمدعومة من المجلس الأعلى للدولة على معظم مدن وبلدات غربي البلاد.