هكذا وصف محللون مغربيون حالة الخلاف بين الجزائر والمغرب واستمرار إغلاق الحدود البرية بينهما، مشيرين إلى أن تأخر الرد الجزائري على دعوة ملك المغرب “محمد السادس” للحوار يعود إلى أبعاد بعضها يتعلق بالعلاقة بين البلدين وبعضها يتعلق بالوضع الداخلي في الجزائر.
جاء ذلك بعد أيام من اقتراح العاهل المغربي، تأسيس لجنة مشتركة لبحث الملفات “الخلافية” العالقة مع الجزائر في 6 نوفمبر.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية “العمراني بوخبزة” أن “إعلان موقف جزائري من المبادرة المغربية ليس بالأمر السهل، لأنه قد يربك الحسابات الداخلية، وهو ما يحتاج الى دراسة معمقة”.
وأضاف أن الرد الجزائري سيحتاج إلى وقت “نظرا لتبعاته وانعكساته على الوضع الداخلي”، مشيرا إلى أن “الجزائر طالما كان لها مشروع خاص لعلاقاتها الدولية، وبالتالي عليها أن تضع المقترح المغربي في سياقه”.
وفي سياق متصل، توقع الخبير في العلاقات الدولية “سعيد الصديقي” أن لا تتفاعل الجزائر إيجابيا مع دعوة ملك المغرب بسبب الغموض السياسي الذي تعيشه حاليا.
وأشار “الصديقي” إلى أن مرض الرئيس الجزائري “عبدالعزيز بوتفليقة” (81 عاماً) والجدل المحتدم حول خلافته يجعل من إضافة قضية استراتيجية حساسة إلى أولوية الدولة الجزائرية أمرا مستبعدا.
وتابع: “الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية جديدة، بما يعني أنها تعيش حالة انتظار، ومن الصعب أن يجد المغرب حاليا مخاطبا سياسيا”، خاصة في ظل دعوة عدد من أحزاب الموالاة الجزائرية لـ “بوتفليقة” كي يترشح لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها ربيع 2019.