شارك الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الأحد، بباريس، في احتفالات الذكرى المائوية لهدنة 11 نونبر 1918.
وتشكل هذه الاحتفالات مناسبة لاستحضار تضحيات المحاربين القدامى خلال الحرب العالمية الأولى، ولتكريم مشترك لهؤلاء الرجال، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل انتصار قيم السلم والمصالحة والوئام.
وقبل انطلاق الاحتفالات، سار الملك بمعية الأمير مولاي الحسن، عدّة أمتار بين الإيليزي وقوس النصر في مقدمة موكب زعماء العالم، رغم الجو الماطر المخيم على باريس.
وأثناء التنقل صوب مكان الاحتفال الرسمي، تبادل العاهل المغربي أحاديث ودية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وبجانبه ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصل متأخرا إلى قوس النصر بشارع شانزيليزيه بسبب موعد بلوغ طائرته باريس، حرص على تحية الملك محمد السادس وولي العهد عند وصوله إلى منصة تخليد ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى.
وانطلقت هذه الاحتفالات، التي جرت بقوس النصر، بتحية العلم، وعرض لقوات عسكرية، وأسماء الجنود الذين سقطوا من أجل فرنسا، وأجراس الكنائس تكريما لضحايا الحرب، قبل الوقوف دقيقة صمت، ثم أداء النشيد الوطني الفرنسي من قبل جوقة الجيش الفرنسي.
وتخللت هذه الاحتفالات فقرات فنية تخليدًا لهذه الذكرى، حيث أدى عازف الفيولونيسل، يو – يو ما، قطعة موسيقية ليوهان سيباستيان باخ، كما تلى تلاميذ ثانويات شهادات دولية كتبت يوم التوقيع على الهدنة سنة 1918، وأغنية تعبر عن الامتنان لتضحيات الآخر، وكذا الاحتفال بالعيش المشترك أدتها الفنانة أنجيليك كيدجو من البنين.
وتواصل الحفل بأداء الفرقة الموسيقية لشباب الاتحاد الأوروبي لمقطوعة “بوليرو” الشهيرة للملحن الفرنسي موريس رافيل، ثم إحياء الرئيس الفرنسي رفقة تلاميذ للشعلة ووضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، تلتها دقات أجراس تكريما للضحايا، ودقيقة صمت تخللها صوت الإعلان عن “وقف إطلاق النار”.
وتجسد مشاركة الملك محمد السادس، بدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، في احتفالات الذكرى المائوية لهدنة الحرب العالمية الأولى، أواصر الصداقة التي تربط المغرب بفرنسا منذ عدة قرون، كما تشكل تكريما للجنود المغاربة الذين حاربوا من أجل قيم الحرية والسلام خلال الحرب العالمية الأولى.
كما تشكل هذه المشاركة رسالة قوية للمجموعة الدولية، تبرهن على التزام المملكة بقيم السلام والاستقرار عبر العالم، وعملها الدؤوب من أجل النهوض بعالم متعدد الأطراف والدفاع على القيم الكونية للديمقراطية والحرية والمساواة.
وتشكل هذه المراسيم أيضا فرصة لتكريم العديد من الجنود المغاربة الذين كتبوا صفحة من التاريخ المغربي الفرنسي بحروف من ذهب، ووضعوا أسس صداقة متينة.
ويحضر هذه الاحتفالات مجموعة من رؤساء دول وحكومات، وممثلي المؤسسات الأوروبية، ومنظمة الأمم المتحدة، وعدد من المنظمات الدولية الأخرى، والتي سيليها منتدى باريس من أجل السلام، من أجل إعادة التأكيد على أهمية عالم متعدد الأطراف والعمل المشترك من أجل بناء مستقبل الإنسانية في سلام.
وأبرزت مشاهد الاحتفال حضور الملك محمد السادس والأمير مولاي الحسن بجوار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب عدد من الزعماء.
هذا، ووصل الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، في وقت سابق من يوم الأحد، إلى قصر الإيليزي. وكان في استقبال العاهل المغربي لدى وصوله، رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، وبريجيت ماكرون.