أشادت إسبانيا اليوم الخميس، باستعداد المغرب إجراء حوار مباشر وصريح مع الجزائر الذي أكده الملك محمد السادس في خطابه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ43 لذكرى المسيرة الخضراء، واعتبرت هذا الإعلان “خبرا سارا”.
وقال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون جوزيب بوريل، في تغريدة على حسابه على تويتر إن الاقتراح الذي تقدم به الملك محمد السادس إلى الجزائر من أجل وضع آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور هو “خبر سار”.
وأضاف وزير الشؤون الخارجية الإسباني أن من شأن هذا الاقتراح أن “يدعم ويعزز العلاقة والتكامل الإقليمي بين بلدين مهمين وهما جارين وصديقين وشريكين استراتيجيين لإسبانيا”.
وأشادت فرنسا اليوم الخميس، برغبة الملك محمد السادس الدخول في حوار “مباشر وصريح” مع الجزائر بغرض “تجاوز الخلافات” بينهما.
وقالت إنياس فون دير موهل، المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان “لقد دعت فرنسا دائما بقوة إلى تعزيز العلاقات بين المغرب والجزائر اللذين هما شريكين كبيرين تجمعنا بهما صلات متميزة”. وأضافت “أخذت فرنسا علما باهتمام كبير، بمقترح ملك المغرب لحوار مع الجزائر”.
من جانبه، رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بمضامين بدعوة الملك محمد السادس لاستحداث آلية سياسية مشتركة للحوار المباشر بين المغرب والجزائر، “بهدف تجاوز أية خلافات بين البلدين العربيين الشقيقين، والنظر في القضايا الثنائية العالقة فيما بينهما”.
واعتبر أبو الغيط في بيان للجامعة، صدر اليوم الخميس، أن “تلك الدعوة الهامة للملك، ستمكن من فتح أفق جديد في العلاقات بين البلدين وبما يفتح الباب أمام تحسين الأجواء على مستوى اتحاد المغرب العربي”.
وأضاف أن هذه المبادرة، ستساهم كذلك في “تدعيم التعاون في كل من منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء وبالذات لمواجهة مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة”.
ونقل البيان عن محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم أمين عام الجامعة، قوله، إن أبو الغيط حرص في هذا الإطار على “التأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه كلا الدولتين العربيتين في إطار منظومة العمل العربي المشترك في العديد من المجالات، الأمر الذي يحتم التعاطي بإيجابية مع الأطروحات الرامية لتقريب الرؤى بينهما تجاه الموضوعات الخلافية، خاصة في ظل تجاورهما الجغرافي ومواجهة كليهما لتحديات مشتركة عديدة وهامة على رأسها خطر الإرهاب”.
وفي نفس الاتجاه، اعتبر وزير خارجية الرأس الأخضر، لويس فيليبي لوبيس تافاريس، على هامش مشاركته في ورشة حول “المغرب ضمن سيدياو” بمنتدى ميدايز، إن الخطاب الملكي تضمن “تصريحات تاريخية، وكلمات قوية جدا”، مضيفا أن الملك “مد اليد إلى الجزائر، وتكلم بحكمة وبكثير من الود والصراحة”.
وقال “لقد قام الملك بخطوة إلى الأمام، في التفاتة قوية تسير، في اعتقادي، في الاتجاه الصحيح للتقريب بين البلدين”، معتبرا أن الأمر يتعلق بفرصة يتعين اغتنامها.
ونوه وزير الشؤون الخارجية وسنغاليي المهجر السابق، مانكور ندياي، بمقترح الملك إرساء آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين الجزائر والمغرب.
وقال اندياي في تصريحات صحفية، من طنجة، حيث يشارك في فعاليات منتدى ميدايز، إنه “على نحو شخصي، أنوه بمقترح الملك وضع آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين الجزائر والمغرب”، مضيفا أنه تابع “بكثير من الاهتمام” الخطاب التاريخي الذي وجهه الملك بمناسبة الذكرى الـ43 للمسيرة الخضراء.
وأكد أنه “خيرا فعل الملك حين أوضح أن تحديد مستوى التمثيلية بهذه الآلية، وشكلها وطبيعتها، سيتم الاتفاق عليها بشكل مشترك بين البلدين”.
وأضاف مانكور ندياي أنه “من المهم أيضا أنه تم توضيح أن مهمة هذه الآلية تتمثل في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، والعمل دون شروط مسبقة، وذلك بهدف واحد هو النهوض بتعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين بغرض رفع التحديات الإقليمية والدولية”.